بالصور ما بعد وقف إطلاق النار في غزة – أجواء الفرح وتبادل التهاني بين الوسطاء بشرم الشيخ

أجواء سلام وفرح بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
سادت أجواء من الفرح وتبادل التهاني بين الوفود المشاركة في مفاوضات شرم الشيخ، عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس حول المرحلة الأولى من خطة السلام التي ترعاها الولايات المتحدة.
ونقلت مصادر دبلوماسية أن قاعة الاجتماعات في منتجع شرم الشيخ المصري تحولت إلى مشهد احتفالي، حيث تبادل الوسطاء المصافحات والابتسامات بعد أيام من النقاشات المكثفة التي قادت إلى اتفاق تاريخي طال انتظاره.
الاجتماعات التي بدأت منذ الإثنين الماضي واستمرت حتى ساعات الصباح الباكر من الخميس، شهدت حضورًا واسعًا لوفود من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، إلى جانب ممثلين عن إسرائيل وحركة حماس، وسط ترتيبات أمنية ودبلوماسية مشددة.
ترامب يعلن رسميًا نجاح المرحلة الأولى من خطة السلام
وفي بيان صادر صباح اليوم الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل وحركة حماس قد وقّعتا رسميًا على المرحلة الأولى من خطة السلام التي ترعاها واشنطن.
وقال ترامب: «نحن أمام خطوة أولى نحو سلام دائم في الشرق الأوسط، بفضل جهود الحلفاء والوسطاء الذين أثبتوا أن الحوار أقوى من الحرب».
ويُتوقع أن تدخل بنود الاتفاق حيز التنفيذ خلال 72 ساعة، وتشمل وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وسحب القوات الإسرائيلية من مناطق محددة داخل قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.
الوسطاء يحتفلون في شرم الشيخ – ابتسامات بعد التوتر
الصور التي التُقطت من داخل القاعة أظهرت اللواء حسن رشاد، رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، وهو يتبادل التهاني مع رئيس وزراء قطر الذي ترأس وفد بلاده، بينما ظهر خلفه اللواء أحمد عبدالخالق، مسؤول ملف فلسطين في المخابرات المصرية.
كما أظهرت اللقطات وجود الوفد التركي برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات، إلى جانب الوفد الأمريكي الذي مثّله مستشار الأمن القومي، والوفد الإسرائيلي برئاسة رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية.
أما وفد حركة حماس فترأسه القيادي خليل الحية، الذي ظهر مبتسمًا في عدة لقطات إلى جانب الوسطاء بعد الإعلان الرسمي للاتفاق.
أبرز بنود المرحلة الأولى من الاتفاق
وفقًا لما نقلته وكالات الأنباء الدولية ومصادر رسمية قطرية ومصرية، تضمنت المرحلة الأولى من الاتفاق البنود التالية:
-
وقف إطلاق النار الشامل في جميع مناطق قطاع غزة فورًا ودون شروط مسبقة.
-
تبادل الأسرى خلال 72 ساعة، بحيث يتم الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل نحو 2000 معتقل فلسطيني.
-
سحب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها، مع بقاء مراقبين دوليين لضمان التنفيذ.
-
فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
-
تمكين عودة النازحين إلى منازلهم في شمال ووسط القطاع تدريجيًا تحت إشراف لجنة مشتركة.
-
الدور المصري والقطري والتركي في المفاوضات
شكلت الوساطة المصرية حجر الأساس في هذا الاتفاق، حيث لعب اللواء حسن رشاد وفريقه دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل، في حين ساهمت قطر وتركيا في تهيئة الأجواء وضمان التفاهم على التفاصيل التقنية.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن القاهرة تستعد لاستضافة اللجنة الدولية لمتابعة تنفيذ الاتفاق خلال الأسبوع المقبل، بالتعاون مع واشنطن والدوحة وأنقرة.
تقييم أولي – بين الأمل والتحدي
يرى مراقبون أن الاتفاق يمثل انفراجة حقيقية بعد عام من الحرب المدمّرة، لكنه يواجه في الوقت نفسه تحديات كبيرة تتعلق بتنفيذ البنود على الأرض وضمان التزام الأطراف كافة.
وتبقى الثقة المتبادلة والرقابة الدولية عاملين أساسيين لإنجاح الخطة واستمرار الهدوء في غزة.
من جهتها، أكدت مصادر مصرية أن المرحلة المقبلة ستتضمن اجتماعات مكثفة لوضع آليات تنفيذية دقيقة، مشددة على أن مصر «ستظل الضامن الأول لاستمرار التهدئة وتحقيق الاستقرار».
خطوة أولى على طريق السلام
الابتسامات التي ظهرت في قاعة شرم الشيخ صباح اليوم لا تمثل نهاية المطاف، بل بداية اختبار حقيقي لمدى التزام الجميع بخارطة الطريق الجديدة نحو السلام.
وإذا ما كُتب لهذا الاتفاق النجاح في التنفيذ، فقد تكون هذه اللحظة نقطة تحوّل تاريخية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبداية لمرحلة جديدة من الأمل والاستقرار في المنطقة.