الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

حماس في مفاوضات شرم الشيخ.. تطلب ضمانات بعدم استهداف قياداتها وتسليم السلاح لإدارة مصرية فلسطينية بإشراف دولي

الحية ونتنياهو وترامب
-

جولة مصيرية في مدينة السلام

في مدينة شرم الشيخ المصرية، تواصل الوفود المشاركة أعمال المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، وسط أجواء توصف بـ"الهادئة والحاسمة" في آن واحد، وبإشراف مباشر من الولايات المتحدة وقطر وتركيا ومصر.
وتتركز المباحثات حول خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب المستمرة في غزة منذ عامين، والتي تتضمن عشرين بندًا رئيسيًا، أبرزها وقف شامل لإطلاق النار وتبادل للأسرى وإدارة مشتركة للقطاع.

حماس تطرح مطالبها بوضوح في مفاوضات شرم الشيخ

وفقًا لمصادر عربية مطلعة على سير المفاوضات، فقد قدّمت حركة حماس مجموعة من المطالب الجوهرية التي تعتبرها “شروطًا أساسية لأي اتفاق نهائي” مع إسرائيل.
وتتلخص هذه المطالب في ثلاث نقاط رئيسية تمثل جوهر موقف الحركة في المحادثات الحالية

ا - ضمانات دولية بعدم استهداف قيادات الحركة

طالبت حماس خلال المفاوضات بـ ضمانات مكتوبة وموقعة من الأطراف الراعية – وعلى رأسها الولايات المتحدة ومصر وقطر – تقضي بعدم استهداف أي من قياداتها أو أعضائها البارزين عسكريًا أو سياسيًا خلال مراحل تنفيذ الاتفاق.
وأكد وفد الحركة أن “أي اتفاق دون ضمان أمني شامل لقيادات المقاومة لن يكون ذا جدوى”، مشيرين إلى أن استمرار التهديدات الإسرائيلية بعمليات الاغتيال “يقوّض الثقة ويفشل فرص السلام”.

2- تسليم جزء من السلاح لإدارة مصرية – فلسطينية بإشراف دولي

وفي خطوة وُصفت بأنها “تنازل استراتيجي غير مسبوق”، أبدت حماس استعدادها لتسليم جزء من ترسانتها العسكرية، خصوصًا الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إلى إدارة مشتركة مصرية – فلسطينية، على أن تكون هذه الإدارة تحت إشراف ومراقبة دولية.
وبحسب المصادر، فإن هذا المقترح يهدف إلى ضمان أمن القطاع ومنع أي فراغ أمني، مع الحفاظ على حق الفلسطينيين في الدفاع الذاتي ضمن ترتيبات أمنية واضحة.

وتتضمن الخطة أن تتولى قوات أمن فلسطينية موحدة بإشراف مصري مسؤولية ضبط الحدود والمعابر، على أن يتم تدريب عناصرها بتمويل عربي ودعم فني من الأمم المتحدة.

3- تنظيم انسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق غزة

أحد البنود التي تصر عليها حماس هو جدول زمني واضح لانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، بحيث يتم الانسحاب على أربع مراحل خلال 45 يومًا، مع التزام كامل بوقف إطلاق النار تحت رقابة الأمم المتحدة.
وترى الحركة أن أي انسحاب جزئي دون جدول زمني واضح قد يُستغل لتجميد المفاوضات أو إعادة احتلال مناطق في وقت لاحق.

دعم قطري وتركي للموقف الفلسطيني

أكدت مصادر في الوفد القطري المشارك أن المطالب التي قدمتها حماس “مشروعة وقابلة للتطبيق”، مشددة على أن الحركة أبدت “مرونة لافتة” في القضايا الأمنية والسياسية، في حين تعمل أنقرة والدوحة على صياغة مقترحات تضمن التطبيق العملي دون المساس بسيادة القرار الفلسطيني.

كما نقلت وسائل إعلام تركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب مساء الإثنين، ناقشا خلاله تطورات المفاوضات والضمانات الأمنية التي تطلبها حماس.

بدر عبد العاطي: تواصلت مع وزير الخارجية السوري أكثر من مرة ونقلت له «شواغل  مصر» (تفاصيل)

الدور المصري: ضمان التوازن ومنع الانهيار

من جانبها، تواصل مصر أداء دورها المركزي كوسيط موثوق، إذ تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف واحتواء الخلافات بين الوفدين.
وأكدت مصادر أمنية مصرية أن القاهرة “لن تسمح بانهيار المفاوضات” وأنها تعمل على “تثبيت النقاط المشتركة وضمان تنفيذ أي اتفاق على أرض الواقع”.
وتتولى الأجهزة المصرية مسؤولية إدارة الاتصالات الميدانية والتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية لتأمين بيئة التنفيذ.

الموقف الإسرائيلي: رفض مبدئي وتحفّظ على السلاح

في المقابل، أبدت إسرائيل تحفظًا شديدًا على مطلب حماس بشأن تسليم السلاح لإدارة مشتركة، معتبرة أنه “يمس بالأمن الإسرائيلي المباشر”.
كما أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الوفد الأمريكي بأنه “لن يقبل أي صيغة تضمن بقاء حماس كقوة مسلحة داخل القطاع”، مع تمسكه بـ المراقبة العسكرية الإسرائيلية للحدود الشرقية لقطاع غزة في المرحلة الأولى.

مباحثات شرم الشيخ بين الأمل والقلق

تُظهر المفاوضات في شرم الشيخ أن حماس تدخل هذه الجولة بثقة محسوبة وواقعية سياسية جديدة، مدفوعة برغبة في انتزاع اعتراف دولي بشرعيتها وإيقاف نزيف الحرب، في حين تحاول إسرائيل الاحتفاظ بمكاسبها الميدانية دون دفع ثمن سياسي باهظ.

وبين هذا وذاك، تواصل مصر تنسيق الجهود بين واشنطن والدوحة وتل أبيب وغزة في محاولة للوصول إلى اتفاق شامل خلال أيام، بينما يترقب الشارع الفلسطيني والعربي ولادة أول هدنة حقيقية منذ عامين من الدم والدمار.