الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

خالد العناني أول عربي يرأس اليونسكو.. رحلة 30 عامًا من مصر إلى قمة الثقافة العالمية!

خالد العناني
-

فوز تاريخي للعرب والمصريين

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن فوز الدكتور خالد أحمد العناني، وزير السياحة والآثار المصري السابق، بمنصب المدير العام الجديد للمنظمة، ليصبح أول عربي وثاني إفريقي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة قبل أكثر من 80 عامًا.

وجاء فوز العناني بعد تصويت المجلس التنفيذي لليونسكو في باريس، حيث حصل على أغلبية الأصوات، متفوقًا على عدد من المرشحين من دول مختلفة، ليخلف الفرنسية أودري أزولاي التي شغلت المنصب منذ عام 2017.

من حلوان إلى باريس.. مسيرة علمية ملهمة

ولد خالد أحمد العناني عام 1971، وهو أستاذ علم المصريات بجامعة حلوان، وواحد من أبرز المتخصصين في الآثار والحضارة المصرية القديمة.
بدأ مسيرته الأكاديمية في الجامعة منذ أكثر من 30 عامًا، وتميّز بنشاطه البحثي الواسع الذي شمل التدريس والمحاضرات في نحو 20 دولة حول العالم، وأسهم في تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال أبحاثه ومشاركاته الدولية.

يتحدث العناني العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وهو ما منحه قدرة استثنائية على التواصل الثقافي والدبلوماسي — مهارة أساسية في موقعه الجديد على رأس المنظمة الأممية للثقافة والتعليم.

اليونسكو تحذف مدينة ليفربول الإنجليزية من قائمة التراث العالمي | Nippon.com

نال درجة الماجستير من جامعة حلوان عن بحثه حول معابد رمسيس الثاني في النوبة، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة بول فاليري مونبلييه في فرنسا، وتعاون لمدة 15 عامًا مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة (IFAO).

محطات بارزة في مشواره العلمي والإداري

قبل توليه الوزارة، شغل العناني عدة مناصب أكاديمية وإدارية، منها:

  • مدير مركز التعليم المفتوح بجامعة حلوان.

  • رئيس قسم الإرشاد السياحي.

  • وكيل كلية السياحة والفنادق.

  • رئيس المتحف القومي للحضارة المصرية والمتحف المصري بالتحرير.

  • عضو مجالس أمناء الجامعة الفرنسية في مصر وعدد من الجامعات الحكومية.

كما كان له دور بارز في تطوير برامج الماجستير الخاصة بالتراث الثقافي والمتاحف، وإدخال مناهج جديدة تربط الآثار بالسياحة المستدامة والتعليم الثقافي الحديث.

إنجازاته في وزارة السياحة والآثار

منذ تعيينه وزيرًا للآثار عام 2016، ثم وزيرًا للسياحة والآثار بعد دمج الوزارتين، ترك العناني بصمة واضحة في إدارة واحدة من أهم القطاعات الحيوية في مصر:

  • إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسياحة المستدامة.

  • إنشاء صندوق دعم السياحة والآثار (2022) لضمان التمويل الدائم للمشروعات الثقافية.

  • تنفيذ أكثر من 50 مشروع ترميم شمل المعالم التاريخية الكبرى مثل الجامع الأزهر والكنائس القبطية والأديرة والآثار اليهودية.

  • افتتاح وتطوير أكثر من 20 متحفًا جديدًا على مستوى الجمهورية.

  • تنظيم موكب المومياوات الملكية واحتفالية طريق الكباش بالأقصر اللتين لاقتا إشادة عالمية.

كما أشرف على بعثات أثرية من 25 دولة، وأدار فريق عمل ضخم يضم أكثر من 35 ألف موظف مسؤولين عن 2000 موقع أثري و40 متحفًا في أنحاء مصر.

رؤية رقمية للتراث

كان العناني من أوائل من دعموا التحول الرقمي في قطاع الثقافة، فأطلق نظام الحجز الإلكتروني للمواقع الأثرية والمتاحف، وأدخل الذكاء الاصطناعي في إدارة السياحة الثقافية بالتعاون مع القطاع الخاص.
كما دعم برامج تعليمية للأطفال والشباب لتعزيز الانتماء الوطني، وشجع على تمكين المرأة ودمج ذوي الإعاقة في الأنشطة الثقافية والفنية.

إدارة أزمات باقتدار

خلال جائحة كوفيد-19، طبّق العناني بروتوكولات صحية صارمة في المنشآت السياحية، وساهم في إعادة أكثر من 17 ألف سائح أوكراني إلى بلادهم بأمان، مع تقديم دعم مالي واجتماعي للعاملين في القطاع السياحي.

هذه الإجراءات نالت إشادة من منظمات دولية، واعتُبرت نموذجًا لإدارة الأزمات في قطاعي السياحة والتراث.

شاهد احتفال موكب المومياوات الملكية من «التحرير» إلي متحف الحضارة المصرية  (فيديو)

أوسمة وتكريمات عالمية

نال الدكتور خالد العناني سلسلة من الأوسمة الدولية تقديرًا لجهوده في نشر الثقافة والحفاظ على التراث، أبرزها:

  • وسام الفنون والآداب الفرنسي (2015).

  • وسام الاستحقاق البولندي (2020).

  • وسام الشمس المشرقة الياباني (2021).

  • وسام جوفة الشرق الوطني برتبة فارس (أعلى وسام مدني فرنسي).

  • الدكتوراه الفخرية من جامعة بول فاليري مونبلييه (2024).

  • اختياره سفيرًا للسياحة الثقافية من قبل منظمة الأمم المتحدة للسياحة.

الدعم العربي والإفريقي لترشيحه

حظي ترشيح العناني، الذي أعلنته مصر عام 2023، بدعم واسع من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، فيما قاد حملة انتخابية استمرت 30 شهرًا بتنسيق من وزارة الخارجية المصرية.

واعتبرت الأوساط الثقافية والإعلامية فوزه انتصارًا دبلوماسيًا وثقافيًا لمصر والعرب، ورسالة تؤكد قدرة الكفاءات العربية على قيادة مؤسسات الأمم المتحدة العالمية.

رئاسة منظمة اليونسكو لحظة فخر تاريخية لمصر والعالم العربي

يُعد فوز الدكتور خالد العناني برئاسة منظمة اليونسكو لحظة فخر تاريخية لمصر والعالم العربي، إذ يجسد هذا الإنجاز تتويجًا لمسيرة علمية وإدارية امتدت ثلاثة عقود من العطاء في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة والتراث.

ومن المتوقع أن يسعى العناني في موقعه الجديد إلى تعزيز دور اليونسكو في حماية التراث الإنساني، وتوسيع التعاون الدولي في مجالات الثقافة والتعليم والتكنولوجيا، ليكتب فصلًا جديدًا من التأثير المصري في مؤسسات الأمم المتحدة.

.