انطلاق المفاوضات بين حماس وإسرائيل في شرم الشيخ يوم النصر.. خطة ترامب تدخل المرحلة الأولى

في يوم النصر.. مفاوضات شرم الشيخ تنطلق بين حماس وإسرائيل
بدأت المفاوضات المباشرة بين وفد حركة حماس ووفد إسرائيل عصر اليوم في مدينة شرم الشيخ المصرية، في خطوة وُصفت بأنها مرحلة مفصلية من مسار التسوية الذي ترعاه الولايات المتحدة ومصر وقطر لإنهاء الحرب في غزة.
وبحسب ما كشفته وكالة رويترز، فإن المحادثات انطلقت في تمام الساعة الرابعة عصرًا، بعد وصول الوفد الإسرائيلي إلى المدينة ظهر اليوم، تزامنًا مع الاحتفالات بذكرى نصر أكتوبر، في دلالة رمزية على انطلاق مرحلة جديدة من الصراع السياسي بعد أشهر من المواجهة العسكرية.
صفقة تبادل شاملة قيد النقاش
تشمل الجولة الأولى من المفاوضات صفقة تبادل أسرى واسعة النطاق، إذ من المقرر أن تُفرج إسرائيل عن 48 أسيرًا من حركة حماس مقابل إطلاق سراح 250 أسيرًا أمنيًا إسرائيليًا، إلى جانب انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وفق جدول زمني يتم التوافق عليه خلال الأيام المقبلة.
وأكد مسؤول فلسطيني كبير أن حماس تصر على إدراج ستة من كبار الأسرى الفلسطينيين ضمن الصفقة، أبرزهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات، معتبرة أن الإفراج عنهم سيكون بمثابة خطوة رمزية تعيد الثقة للشعب الفلسطيني في أي اتفاق قادم.
خطة ترامب ذات الـ20 نقطة تدخل حيز التنفيذ
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صاحب مبادرة إنهاء الحرب في غزة، إنه تم إبلاغه بأن المرحلة الأولى من المفاوضات ستنتهي هذا الأسبوع، مؤكدًا أن بلاده تتابع عن كثب مجريات المحادثات عبر فريق دبلوماسي رفيع المستوى.
وأوضح مسؤول مطلع على سير المحادثات أن الطرفين اتفقا على أساسيات خطة ترامب المكوّنة من 20 نقطة، والتي تتضمن وقفًا تدريجيًا لإطلاق النار، وترتيبات إنسانية واقتصادية لإعادة إعمار القطاع، وضمانات دولية لتنفيذ الاتفاق.
وأضاف أن المرحلة الحالية "مخصصة للتفاصيل الدقيقة التي كانت سابقًا محل خلافات متكررة"، مشيرًا إلى أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي قبل إعلان الهدنة الكاملة.
الوفد الإسرائيلي يضم شخصيات أمنية رفيعة
يضم الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات شرم الشيخ نائب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، والجنرال نيتسان ألون، والمستشار السياسي لرئيس الوزراء أوفير فالك، بالإضافة إلى ممثلين عن الموساد والجيش الإسرائيلي.
ومن المقرر أن ينضم لاحقًا وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر — الذي تم تعيينه لرئاسة فريق التفاوض الإسرائيلي — بعد وصول الوفد الأمريكي إلى مصر خلال الأيام القادمة.
مشاركة أمريكية ووساطة مصرية قطرية
وأكدت مصادر دبلوماسية أن مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، إلى جانب المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، سيصلان إلى شرم الشيخ خلال الأسبوع الجاري للمشاركة في الإشراف على المرحلة الثانية من المفاوضات.
وتُجرى المحادثات بمرافقة وسطاء من مصر وقطر، في إطار تنسيق رباعي دولي يهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وفتح الطريق أمام تسوية سياسية شاملة تتضمن عودة النازحين إلى قطاع غزة وضمان عدم استئناف العمليات العسكرية.
تصريحات فلسطينية تكشف ملامح التفاوض
وقال مسؤول فلسطيني كبير لقناة الحدث السعودية إن حماس تُصرّ على عودة جميع النازحين إلى قطاع غزة دون قيود، وترى أن هذه الخطوة تمثل شرطًا إنسانيًا لا يمكن التنازل عنه.
وأضاف أن الحركة ستعمل على تنسيق المواقف مع الفصائل الفلسطينية كافة لضمان وحدة القرار السياسي والميداني في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن رئيس وفد حماس، خليل الحية، وصل إلى مصر الليلة الماضية لقيادة المفاوضات بشكل مباشر.
توقعات: المفاوضات قد تمتد لأيام
قدّر مسؤول إسرائيلي في تصريح لوكالة رويترز أن المفاوضات ستستمر لعدة أيام على الأقل، وربما أكثر، موضحًا أن "الملفات المطروحة على الطاولة معقدة للغاية، وتتطلب توافقات أمنية وسياسية دقيقة بين الجانبين".
وأضاف أن الوساطة المصرية تلعب دورًا محوريًا في تذليل العقبات، بينما تحرص واشنطن على ضمان التزام الطرفين ببنود الاتفاق فور توقيعه.
بينما يحتفل المصريون بذكرى انتصار أكتوبر، تُفتح في أراضيهم صفحة جديدة من مفاوضات السلام
انطلاق مفاوضات شرم الشيخ في يوم النصر المصري يحمل رمزية خاصة، فبينما يحتفل المصريون بذكرى انتصار أكتوبر، تُفتح في أراضيهم صفحة جديدة من مفاوضات السلام التي قد تُحدد مستقبل المنطقة بأكملها.
ورغم الحذر السائد بين الأطراف، فإن التحرك الأمريكي والمصري المشترك يشير إلى جدية غير مسبوقة في إنهاء الحرب، وسط توقعات بأن تكون الأيام المقبلة حاسمة في رسم خريطة الشرق الأوسط بعد عامٍ من التصعيد.