الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

قال له لا خيار آخر لديك معي

نيويورك تايمز: ترامب أذل نتنياهو وأجبره على القبول بالصفقة الفلسطينية رغمًا عنه

ترامن والنتن ياهو في مؤتمر صخفي
-

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الاحد تقرير صحفي كشفت خلالة الصحيفة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وجّه إهانة سياسية غير مسبوقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدما أجبره على الموافقة دون اعتراض على خطة إطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب في غزة، مؤكدة أن ترامب كان “صاحب القرار الفعلي”، بينما ظهر نتنياهو “تابعًا بلا حول ولا قوة”.

ترامب يفرض شروطه ونتنياهو يرضخ صاغرًا- لاخيار لديك معي

وبحسب الصحيفة، فإن ترامب أدار مفاوضات الصفقة بنفسه، وفرض على نتنياهو قبولها رغم تردده، في خطوة وصفتها مصادر إسرائيلية بأنها “إذلال سياسي علني”.
وقال ترامب، في تصريح لموقع أكسيوس، إنه اضطر إلى إجبار نتنياهو على القبول بالشروط قائلًا له بلهجة حاسمة:

“قلت له: بيبي، هذه فرصتك للنصر.. ينبغي أن تكون مرتاحًا، لأنه لا خيار آخر لديك معي.”

وأكدت الصحيفة أن هذا التصريح كشف مدى هيمنة ترامب على القرار الإسرائيلي خلال المفاوضات الأخيرة، رغم محاولات نتنياهو الظهور بمظهر القائد المتحكم.

خطة تبادل الأسرى وإعلان وقف إطلاق النار

وذكرت “نيويورك تايمز” أن الخطة التي أعلنها ترامب تضمنت انسحابًا إسرائيليًا أوليًا من داخل غزة، مقابل تبادل للأسرى يشمل إطلاق 20 رهينة إسرائيلية على قيد الحياة وتسليم جثامين 28 آخرين يُعتقد أنهم لقوا حتفهم، مقابل إفراج إسرائيل عن 250 سجينًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، إضافة إلى مئات المعتقلين الغزيين الذين احتجزوا منذ بدء الحرب.

وأوضح التقرير أن ترامب أعلن عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ “فورًا” بمجرد إعلان حركة حماس موافقتها النهائية على الاتفاق، وهو ما حدث بالفعل خلال الساعات التالية.

نتنياهو في موقف حرج.. وترامب “القائد الفعلي”

وقالت الصحيفة إن نتنياهو بدا في وضعٍ حرج لا يمكنه فيه تحدي ترامب أو رفض أوامره، خصوصًا في ظل الرقابة الدولية المتزايدة على سلوك إسرائيل في الحرب، وتراجع دعم الرأي العام العالمي لحكومته، مما جعله يعتمد بشكل شبه كامل على المظلة السياسية الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الكاتب الإسرائيلي البارز ناحوم برنياع من صحيفة يديعوت أحرونوت وصف الموقف بوضوح قائلًا:

“ترامب لا يهدد نتنياهو.. بل يأمره.”

وأوضح أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن ترامب بات يمسك بزمام القرار الإسرائيلي بالكامل، بعد أن هدد حركة حماس بقبول الاتفاق خلال ساعات، ثم أعلن بنفسه أن إسرائيل وافقت على المرحلة الأولى من خطة الانسحاب.

مكالمة “الإذلال” واعتذار نتنياهو لقطر

وفي واحدة من أكثر اللحظات إحراجًا لنتنياهو، كشفت الصحيفة أن ترامب أجبره على الاتصال برئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لتقديم اعتذار رسمي عن محاولة إسرائيل الفاشلة لاغتيال قيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
ووفق “نيويورك تايمز”، نشر البيت الأبيض صورة لنتنياهو وهو يقرأ نص الاعتذار المكتوب بينما كان ترامب يمسك بالهاتف جالسًا إلى جواره، في مشهد وصفه مراقبون بأنه إهانة سياسية متعمدة أمام العالم.

بند “الدولة الفلسطينية” يربك اليمين الإسرائيلي

كما كشفت الصحيفة أن ترامب وفريقه أدرجوا بندًا غامضًا في الاتفاق يشير إلى “مسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية”، رغم أن نتنياهو بنَى مسيرته السياسية على رفض هذا المبدأ.
وبينما احتفظت إسرائيل بالسيطرة على مناطق واسعة داخل غزة وفق خريطة إعادة الانتشار، نصت الخطة على انسحاب من ممر رئيسي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، ما يشير إلى بداية تغيير ميداني في الخريطة العسكرية لغزة.

نتنياهو بين الضغوط الداخلية والانصياع الخارجي

وأكدت “نيويورك تايمز” أن نتنياهو يعيش أسوأ لحظاته السياسية، إذ يحاول تحقيق توازن مستحيل بين الوفاء بوعده لليمين الإسرائيلي بـ“القضاء الكامل على حماس” وبين الانصياع لضغوط واشنطن التي فرضت عليه القبول باتفاق يضمن بقاء الحركة.

وقال الخبير الإسرائيلي ميتشل باراك، الذي عمل مساعدًا لنتنياهو في التسعينيات:

“نتنياهو فقد رصيده لدى ترامب. لا يبدو أن حماس ستغادر، ولا أن الانتصار الكامل تحقق.”
وأضاف: “لأول مرة في مسيرته السياسية، لا يستطيع نتنياهو معارضة رغبات رئيس أمريكي، لأن ترامب ببساطة لا يمكن التنبؤ به.”