الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

ترامب يكشف خريطة الانسحاب الإسرائيلي من غزة.. ومفاوضات شرم الشيخ تقترب من حسم صفقة الأسري

ترامب
-

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خارطة الانسحاب الإسرائيلي الأول من قطاع غزة مؤكدا أنها خطوة تمهّد لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، وبدء مرحلة تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين.
جاء هذا الإعلان قبل يومين فقط من بدء المفاوضات المرتقبة في مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وفدين من إسرائيل وحركة حماس، برعاية مصرية وبتنسيق مباشر مع الولايات المتحدة.

خارطة الانسحاب الإسرائيلي الأولى

ونشر ترامب، مساء السبت، تدوينة عبر منصته الرسمية "تروت سوشال" تضمنت خريطة تفصيلية لما وصفه بـ«الانسحاب الإسرائيلي الأولي»، الذي يشمل مناطق بيت لاهيا، مدينة غزة، البريج، دير البلح وخانيونس، مؤكداً أن هذه الخطوة ستكون بداية لمسار «إنهاء الكارثة التي استمرت ثلاثة آلاف عام»، على حد قوله.

وقال ترامب في منشوره:

"بعد مفاوضات طويلة، وافقت إسرائيل على خط الانسحاب الأولي، الذي أطلعنا حماس عليه. وعندما تؤكد حماس موافقتها، سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فورًا، وسنبدأ عملية تبادل الأسرى والمفقودين تمهيدًا للمرحلة التالية من الانسحاب الكامل."

مصر تستضيف المفاوضات الحاسمة في شرم الشيخ

وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي مساء السبت، أن القاهرة تستضيف، يوم الاثنين 6 أكتوبر 2025، وفدين من إسرائيل وحماس لبحث التفاصيل الميدانية الخاصة بعملية تبادل الأسرى والمحتجزين، وفقًا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضح البيان أن المباحثات تأتي ضمن «الجهود المصرية المتواصلة بالتنسيق مع الوسطاء لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني التي استمرت لعامين متصلين».

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن وفودًا أمريكية رفيعة، تضم جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، ستشارك في الاجتماعات لتنسيق المراحل التنفيذية لخطة ترامب.

الموقف الإسرائيلي: انسحاب تدريجي مع بقاء جزئي

من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل أبلغت واشنطن بخطة جيشها للانسحاب التدريجي من مناطق القتال في غزة عقب إتمام عملية تبادل الرهائن.
وبحسب الخطة، سيبقى الجيش الإسرائيلي متمركزًا مؤقتًا في نقاط محددة أبرزها:

  • المنطقة العازلة حول القطاع.

  • محور فيلادلفيا على الحدود المصرية – الفلسطينية.

  • تلة المنطار (تلة 70)، التي تُعد موقعًا استراتيجيًا يتيح مراقبة أجزاء واسعة من شمال القطاع ومدينة غزة والشجاعية.

وأوضحت الهيئة أن الانسحاب سيتم على مراحل:

  1. المرحلة الأولى: التمركز على الخط الأصفر بعد الإفراج عن الرهائن.

  2. المرحلة الثانية: تراجع الجيش إلى الخط الأحمر مع دخول قوات عربية – دولية بإشراف أمريكي.

  3. المرحلة الأخيرة: انسحاب كامل وقيام إدارة مدنية مؤقتة بإشراف لجنة فلسطينية تكنوقراطية ضمن "مجلس سلام" دولي يقوده ترامب.

خطة ترامب: وقف إطلاق نار وتبادل شامل

تتضمن خطة ترامب، التي أُعلنت في 29 سبتمبر 2025، نحو 21 بندًا رئيسيًا تشمل:

  • وقفًا فوريًا لإطلاق النار.

  • إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين.

  • انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية.

  • نزع سلاح حماس بالكامل.

  • تشكيل هيئة فلسطينية مدنية غير حزبية لإدارة غزة بدعم عربي – دولي.

  • برنامجًا اقتصاديًا لإعادة إعمار القطاع بتكلفة عشرات المليارات من الدولارات.

وأكد ترامب أن هدفه من الخطة هو “تحقيق سلام دائم يضمن الأمن لإسرائيل والكرامة للفلسطينيين”.

موقف حماس: موافقة مشروطة

كانت حركة حماس قد أعلنت، الجمعة، موافقتها المشروطة على خطة ترامب، مؤكدة استعدادها لإطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين، الأحياء والجثامين، مقابل ضمانات بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل من قطاع غزة.
كما أبدت الحركة استعدادها لتسليم إدارة القطاع إلى «هيئة فلسطينية من المستقلين» تعمل بالتنسيق مع الفصائل وبرعاية عربية وإسلامية.

تصاعد القصف رغم الدعوات الأمريكية

ورغم دعوة ترامب إلى وقف القصف الإسرائيلي فورًا، أعلن الدفاع المدني في غزة أن ما لا يقل عن 57 شخصًا قُتلوا منذ فجر السبت في ضربات إسرائيلية جديدة استهدفت مناطق سكنية.
وأكدت تقارير ميدانية أن الغارات تركزت في مدينة غزة وخانيونس ودير البلح، بالتزامن مع تصعيد ميداني غير مسبوق منذ إعلان حماس موافقتها على المبادرة.

ما القادم بعد مفاوضات شرم الشيخ؟

تترقب الأنظار الآن إلى شرم الشيخ التي ستشهد غدًا جولة تفاوضية قد تكون الفاصلة في مسار الحرب الدامية، إذ سيحدد الاتفاق حول تبادل الأسرى ووقف النار مستقبل المرحلة الانتقالية في غزة، وما إذا كانت خطة ترامب ستجد طريقها إلى التنفيذ أم تواجه عراقيل جديدة من أطراف داخل الحكومة الإسرائيلية.