السودان يحذر من ارتفاع خطير في مناسيب النيل.. فيضانات تشرد عشرات الأسر وتضربالقطاع الزراعي

حذّرت وزارة الزراعة والري السودانية من ارتفاع غير مسبوق في مناسيب نهر النيل، مؤكدة أن البلاد دخلت رسميًا مرحلة الفيضان في عدد من الولايات الشمالية، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الميدانية وتزايد حجم الأضرار في القطاعين الزراعي والسكني.
تحذيرات رسمية ومناسيب قياسية
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن محطتي شندي والخرطوم سجلتا مستويات مائية تجاوزت معدلات الأمان، مشيرة إلى أن ولايات نهر النيل، النيل الأبيض، والخرطوم دخلت فعليًا مرحلة الفيضان بعد ارتفاع متسارع في منسوب المياه خلال الأيام الأخيرة.
ودعت الوزارة المواطنين القاطنين على ضفاف النيل والمناطق المنخفضة إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن مجاري المياه والوديان التي يُحتمل أن تتعرض لموجات فيضانية مفاجئة.
تشريد عشرات الأسر شمال الخرطوم
وأفادت مصادر محلية بتعرض عشرات الأسر في قرى شمال مدينة الخرطوم بحري لتشريد مفاجئ خلال اليومين الماضيين، بعدما اجتاحت مياه النيل منازلهم وأراضيهم الزراعية، ما اضطرهم إلى النزوح نحو مناطق أكثر ارتفاعًا.
وأكد الأهالي أن الفيضانات تسببت في خسائر مادية كبيرة، وسط نداءات استغاثة للحكومة والمنظمات الإنسانية لتوفير خيام ومساعدات عاجلة للمتضررين، خاصة الأطفال وكبار السن الذين فقدوا مساكنهم ومصادر رزقهم.
أضرار واسعة في القطاع الزراعي
وفي السياق ذاته، قال اللواء قرشي حسين، مساعد مدير الدفاع المدني للشؤون الفنية والطوارئ والكوارث، إن الأضرار الناجمة عن الفيضان تركزت بشكل رئيسي في القطاع الزراعي، مشيرًا إلى أن ولايات سنار، الجزيرة، والخرطوم شهدت تضررًا واسعًا للمزارع والمناطق الريفية.
وأوضح أن فرق الطوارئ تعمل حاليًا على حصر الخسائر بدقة وتقديم الدعم الفني والإغاثي للمزارعين الذين فقدوا محاصيلهم وأراضيهم الزراعية نتيجة اندفاع المياه.
انحسار تدريجي جنوبًا وتحوّل الموجة شمالًا
ورغم التحذيرات في شمال البلاد، أشارت وزارة الزراعة والري إلى انحسار متسارع لمناسيب النيل في المناطق الواقعة بين الروصيرص بإقليم النيل الأزرق والخرطوم، ما يشير إلى تحرك موجة الفيضان تدريجيًا نحو الشمال، وهو ما قد يهدد مناطق جديدة خلال الأيام المقبلة.
فيضانات متكررة ومخاطر مناخية
وتتكرر في السودان موجات الفيضانات النهرية الموسمية خلال فصل الخريف من كل عام، نتيجة ارتفاع منسوب مياه النيل وروافده، وهو ما يؤدي إلى أضرار بشرية ومادية جسيمة، خاصة في المناطق الريفية الفقيرة التي تفتقر إلى بنية تحتية قوية.
وحذّرت لجنة الفيضانات السودانية في وقت سابق من خطورة استمرار التغيرات المناخية التي أدت إلى اختلال مواعيد ومعدلات سقوط الأمطار في الهضبة الإثيوبية، والتي تُعد المصدر الرئيسي لمياه النيل الأزرق، داعية إلى إقامة سدود وقائية وتحسين أنظمة الإنذار المبكر لتفادي تكرار الكارثة.
تداعيات مستمرة ومطالب بالإغاثة
حتى الآن، تواصل الجهات المختصة جهودها لإنقاذ المتضررين وتأمين المرافق الحيوية، فيما يواجه السودان تحديات كبرى في إدارة أزمة الفيضانات السنوية التي تهدد الاستقرار الزراعي والمعيشي لمئات الآلاف من المواطنين.