خان يونس تشتعل.. هجوم مسلح لحماس على عائلة المجايدة يهدد السلم الأهلي في غزة

وسط أجواء الحرب المدمرة التي يعيشها سكان قطاع غزة منذ أشهر تفجرت أزمة داخلية جديدة تزيد من مأساة الفلسطينيين. فقد شنت حركة حماس، عبر وحدتها الخاصة المعروفة بـ"وحدة سهم" التابعة لكتائب القسام، هجومًا مسلحًا على عائلة المجايدة في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال، في مشهد اعتبره ناشطون "مأساة مضاعفة" للفلسطينيين: احتلال خارجي وعسكرة داخلية.
تفاصيل الهجوم
بحسب مصادر محلية، فإن الهجوم وقع باستخدام سيارات دفع رباعي وبمشاركة العشرات من عناصر "وحدة سهم"، بزعم ملاحقة أحد المطلوبين من عائلة المجايدة على خلفية قضية قتل.
غير أن الهجوم وُصف بأنه "عسكري منظم" استهدف منطقة مكتظة بالنازحين، واستمر لساعات طويلة، دون أن تنجح حماس في السيطرة الكاملة على مربع المجايدة، لتخلف المواجهات قتلى وجرحى من العائلة ومدنيين لا علاقة لهم بالأحداث.
فرض حظر تجوال ونزوح جماعي
وفي خطوة أثارت قلق سكان المدينة، أصدرت "وحدة سهم" بيانًا أعلنت فيه فرض حظر تجوال في عدة مناطق بخان يونس، مطالبة بإخلاء منازل وأراضي عائلة المجايدة.
وبحسب الشهادات، فإن أكثر من 50 أسرة اضطرت للنزوح من المنطقة خوفًا من تجدد الاشتباكات.
إعدامات ميدانية وقتلى بين المدنيين
ذكرت مصادر محلية أن عناصر حماس نفذوا عملية إعدام ميداني بحق شاب يُدعى محمود خطاب المجايدة، بعد إطلاق أكثر من 20 رصاصة عليه، وقتلوا والده وشقيقه، فيما أصيب شقيقه الأصغر وتم خطفه من المستشفى.
كما أشارت تقارير إلى أن بعض الجرحى الذين نُقلوا إلى مستشفى ناصر تعرضوا للتصفية على يد عناصر الحركة، ما أثار موجة غضب واسعة بين أهالي خان يونس.
سقوط ضحايا مدنيين
بحسب بيان عائلة المجايدة، فإن الهجوم أدى إلى مقتل سبعة أشخاص بينهم امرأة تبلغ من العمر 30 عامًا وطفلة عمرها 12 عامًا، إضافة إلى عشرات الإصابات، وسط حالة من الرعب والهلع بين النساء والأطفال النازحين الذين تواجدوا في مكان الاشتباك.
دعوات للتكاتف والعصيان الشعبي
عائلة المجايدة أصدرت بيانًا شديد اللهجة طالبت فيه جميع عائلات خان يونس بالتصدي لما وصفته بـ"الجريمة النكراء"، معتبرة أن "سلاح المقاومة بدلاً من أن يُوجه للاحتلال، يُوجَّه للعائلات الفلسطينية".
وحذرت العائلة من أن الاعتداء "يمثل تهديدًا مباشرًا للسلم الأهلي"، داعية إلى التكاتف الشعبي وعدم السماح بتكرار مثل هذه الممارسات.
مخاوف من امتداد الأزمة إلى باقي العائلات
عائلة شعت في خان يونس حذرت بدورها من أن الاستهداف الحالي لعائلة المجايدة قد يمتد لاحقًا لعائلات أخرى، مؤكدة أن "الوضع ينذر بكارثة إنسانية وأمنية داخلية"، مشيرة إلى أن الساعات المقبلة ستكون "مرعبة" إذا لم يتم احتواء الموقف سريعًا.
أصوات تدعو للفصائل للتدخل
وطالبت بيانات صادرة عن عائلات في خان يونس، الفصائل الفلسطينية كافة، بالتحرك العاجل لوقف ما وصفوه بـ"الاعتداءات الحزبية التي تهدد وحدة النسيج الاجتماعي"، مشددين على أن "أي اعتداء على عائلة هو اعتداء على جميع العائلات في غزة".