الاحتلال يستغل ”عيد الغفران” لفرض حصار خانق على القدس واقتحامات واسعة للمسجد الأقصى

قال محافظة القدس في بيان رسمي مساء الخميس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استغلت ما يسمى بـ"عيد الغفران" لفرض حصار خانق على المدينة المقدسة وتشديد القيود على سكانها الأصليين، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى تهويد المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية وتكريس التمييز العنصري ضد المقدسيين.
حصار مشدد وشلل في الحركة
وأوضحت المحافظة أن قوات الاحتلال أغلقت عشرات الشوارع الرئيسية، ونصبت حواجز حديدية ومكعبات إسمنتية عند مداخل الأحياء والبلدات المقدسية، ما تسبب في شلل شبه كامل بالحركة المرورية، وأجبر المواطنين على سلوك طرق بديلة زادت من معاناتهم اليومية.
كما منعت سلطات الاحتلال وصول المركبات والمواصلات العامة إلى مركز المدينة والبلدة القديمة، الأمر الذي فاقم من الأزمات المرورية وأعاق وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك.
اقتحامات واسعة للأقصى
وخلال يومي العيد، شهد المسجد الأقصى اقتحامات واسعة نفذها مئات المستوطنين المتطرفين تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، حيث اقتحم:
-
547 مستوطنًا باحات المسجد عشية العيد (الأربعاء).
-
468 مستوطنًا آخرين واصلوا اقتحاماتهم يوم الخميس.
وخلال هذه الاقتحامات، أدى المستوطنون طقوسًا تلمودية وجولات استفزازية في باحات المسجد، فيما صعّدت شرطة الاحتلال من إجراءاتها بحق المقدسيين، مُبعدة عشرات المواطنين عن الأقصى خلال شهر أيلول الماضي تمهيدًا لهذه الاقتحامات.
كما أدى آلاف المستوطنين صلوات جماعية عند حائط البراق، ونفخ آخرون البوق (الشوفار) فوق قبور المسلمين في مقبرة باب الرحمة، في مشهد وصفته المحافظة بـ"الاستفزازي والخطير".
إغلاق المحال وتشديد القيود
وشددت قوات الاحتلال قيودها على دخول المصلين إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وأجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاق أبوابهم بالقوة. كما أغلقت مداخل قرى وأحياء مقدسية رئيسية مثل:
-
العيسوية
-
أم طوبا
-
الشيخ جراح
-
بيت حنينا
إلى جانب قطع شارع رقم (1) الحيوي، ونشر حواجز "طيّارة" لتدقيق البطاقات الشخصية والتفتيش العشوائي للمركبات.
سياسة تهويد ممنهجة
وأكدت محافظة القدس أن ما يجري ليس مجرد إجراءات أمنية مؤقتة، وإنما هو جزء من سياسة إحلال استيطاني ممنهجة تستهدف تفريغ القدس من سكانها الأصليين وإحلال المستوطنين مكانهم، في إطار ما يشبه نظام "الأبارتهايد" الاستعماري.
وجددت المحافظة دعوتها إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان لتحمل مسؤولياتهم القانونية والسياسية في وقف هذه الانتهاكات الجسيمة، وفضح سياسات الاحتلال التي تستغل المناسبات والأعياد اليهودية لفرض مزيد من التضييق والتهويد على المدينة المقدسة ومقدساتها.
تهديد للأمن الدولي
وشدد البيان على أن استمرار صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الانتهاكات يشجع الاحتلال على المضي قدماً في سياساته الاستعمارية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين، خاصة مع ما تثيره هذه الإجراءات من مخاطر انفجار الأوضاع في المدينة المقدسة والمنطقة بأسرها.