معاريف: أخبار سيئة لإسرائيل لأول مرة منذ 1979.. توتر غير مسبوق بين القاهرة وتل أبيب

كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في تقرير مطول، تحت عنوان "أخبار سيئة لإسرائيل لأول مرة منذ عام 1979"، عن وصول العلاقات بين إسرائيل ومصر إلى مستوى غير مسبوق من التوتر، وذلك على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة وما تبعه من تداعيات إقليمية.
لعبة خطيرة مع مصر
بحسب التقرير، فإن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تلعب "لعبة خطيرة" مع مصر، رغم إدراكها لحساسية العلاقة التاريخية بين البلدين. وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات الثنائية شهدت خلال العامين الماضيين ضغوطًا شديدة بسبب حرب غزة، إلا أن القاهرة حرصت طوال تلك الفترة على الحفاظ على الحد الأدنى من التقارب الاستراتيجي، وعدم المساس باتفاقية السلام أو قطع التمثيل الدبلوماسي بشكل كامل.
لكن نقطة التحول، بحسب معاريف، جاءت عندما رفضت مصر مؤخرًا اعتماد سفير إسرائيلي جديد، كما لم ترسل سفيرًا جديدًا إلى تل أبيب، وهو ما اعتبرته إسرائيل إشارة إلى بداية تدهور دبلوماسي واضح.
معارضة مصر لـ "الهجرة الطوعية"
أكد التقرير أن القاهرة ظلت خلال العامين الماضيين تواجه ضغوطًا إسرائيلية كبيرة، شملت حوافز اقتصادية مثل الحديث عن إلغاء ديون، مقابل قبولها باستيعاب الفلسطينيين على أراضيها في إطار ما تسميه تل أبيب بـ "الهجرة الطوعية".
لكن مصر كانت واضحة في موقفها، حيث شددت على أنها لن تتعاون مع أي محاولات إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، ورفضت بشكل قاطع أي ترتيبات تؤدي إلى إفراغ قطاع غزة من سكانه.
ورقة الغاز وأوراق الضغط
بحسب الصحيفة، فإن إسرائيل ألمحت مؤخرًا إلى إمكانية استخدام اتفاقية الغاز الضخمة الموقعة بين شراكة ليفياثان ومصر كورقة ضغط على القاهرة. ورغم استبعاد إلغاء الاتفاق فعليًا، إلا أن مجرد التلويح به أثار قلقًا كبيرًا في مصر، خاصة مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة:
-
تراجع عائدات قناة السويس بسبب الهجمات الحوثية.
-
انخفاض عائدات السياحة.
-
نقص الغاز والطاقة في السوق المحلية.
وترى معاريف أن هذه الإشارات تهدف إلى تذكير الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأن إسرائيل تملك أدوات ضغط موجعة يمكن استخدامها متى أرادت.
خطاب السيسي.. نقطة فاصلة
التقرير لفت إلى أن خطاب الرئيس السيسي الأخير في مؤتمر القمة العربي الإسلامي شكّل نقطة فاصلة، حيث وصف إسرائيل بـ "العدو" لأول مرة منذ توقيع اتفاقية السلام في 1979.
وهو توصيف غير مسبوق في الخطاب الرسمي المصري منذ أربعة عقود، يعكس أن التوتر بلغ مرحلة غير معهودة.
معاريف تحذر: السلام في خطر
خلصت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستخف بقوة اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، معتبرة أن أي اهتزاز في هذه المعاهدات سيُدخل المنطقة في مرحلة شديدة الخطورة، خصوصًا أن القاهرة لا تزال لاعبًا محوريًا في الملف الفلسطيني والإقليمي.
تل أبيب تواجه تحديًا دبلوماسيًا غير مسبوق
لأول مرة منذ 1979، يجد الإسرائيليون أنفسهم أمام توصيف رسمي من مصر باعتبارهم "عدوًا"، وهو ما يعني أن تل أبيب تواجه تحديًا دبلوماسيًا غير مسبوق. ورغم أن احتمالات القطيعة الكاملة تبدو بعيدة، إلا أن استمرار الضغوط الإسرائيلية، سواء عبر ورقة الغاز أو ملف غزة، قد يدفع العلاقات إلى مفترق طرق خطير يهدد استقرار المنطقة بأسرها.