الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

اليوم العالمي لكبار السن في فلسطين 2025: واقع مأساوي تحت الاحتلال

معاناة كبار السن في غزة
-

كبار السن بين التقدير العالمي ومعاناة الواقع الفلسطيني

في الأول من أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي لكبار السن، تقديراً لدورهم في المجتمع وتأكيداً على أهمية إشراكهم في صنع القرارات وصون كرامتهم. وقد حمل احتفال هذا العام 2025 شعار "تمكين أصوات كبار السن من أجل مستقبل شامل"، ليبرز ضرورة بناء مجتمعات تراعي كبار السن وتمنحهم مساحة للمشاركة الفاعلة.

غير أنّ هذا اليوم يأتي في فلسطين وسط ظروف إنسانية استثنائية، بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما خلفه من دمار هائل وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان. إذ لم يعد الحديث عن رفاه كبار السن وتمكينهم ممكناً في ظل واقع الحرب، بل غدا التحدي الأكبر هو حمايتهم وضمان بقائهم على قيد الحياة في مواجهة القصف والنزوح وانعدام الخدمات الأساسية.

كبار السن في غزة يعانون أوضاعا قاسية بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية

أرقام صادمة لضحايا العدوان

منذ السابع من أكتوبرل 2023، يتعرض قطاع غزة لحرب إبادة ممنهجة راح ضحيتها حتى اليوم أكثر من 65 ألف شهيد، أي ما يعادل 2.9% من سكان القطاع عشية العدوان، بينهم نحو 7% من كبار السن. كما نزح قرابة مليوني فلسطيني من أصل 2.2 مليون نسمة كانوا يقيمون في القطاع، لتصبح نسبة النزوح شبه شاملة.

أما في الضفة الغربية، فقد بلغ عدد الشهداء 1042 شهيداً، بينهم 1.3% من كبار السن، في حين كانت الغالبية من الشباب والأطفال، حيث شكّل من هم دون سن الثلاثين نحو 75% من الضحايا.

الواقع الديموغرافي لكبار السن في فلسطين

وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني منتصف عام 2025:

  • بلغ عدد سكان فلسطين نحو 5.5 مليون نسمة.

  • بلغ عدد كبار السن (60 سنة فأكثر) حوالي 336 ألف نسمة، أي ما نسبته 6% من إجمالي السكان.

  • في قطاع غزة، بلغ عدد كبار السن نحو 108 آلاف (5% من سكان القطاع).

  • في الضفة الغربية، بلغ عددهم 228 ألفاً (6% من سكان الضفة).

  • نسبة الجنس بين كبار السن بلغت 93 ذكراً لكل 100 أنثى، ما يعكس ارتفاع معدل وفيات الذكور مقارنة بالإناث.

ورغم التوقعات بزيادة أعداد كبار السن خلال السنوات القادمة، إلا أن نسبتهم ستبقى منخفضة عند حدود 6% طوال العقد الحالي، مع احتمالية ارتفاعها بعد منتصف العقد القادم.

تراجع سكاني غير مسبوق في غزة

العدوان الإسرائيلي ترك أثراً كارثياً على التركيبة السكانية لقطاع غزة:

  • انخفض عدد سكان القطاع إلى 2,129,724 نسمة عام 2024، بتراجع نسبته 6% مقارنة بتقديرات منتصف العام نفسه.

  • منتصف عام 2025، انخفض العدد إلى 2,114,301 نسمة، أي أقل بـ10% من التقديرات السابقة قبل العدوان.

  • هذا التراجع ناتج عن ارتفاع الشهداء والمفقودين، النزوح، الهجرة، والانخفاض الحاد في معدلات المواليد.

التحديات أمام كبار السن في فلسطين

في ظل هذا الواقع، يعاني كبار السن في فلسطين من:

  • فقدان المأوى نتيجة تدمير المنازل والنزوح القسري.

  • انعدام الرعاية الصحية بسبب انهيار البنية التحتية الطبية.

  • الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي جعلت الكثيرين منهم عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية.

  • الصدمة النفسية الناتجة عن فقدان الأبناء والأحفاد، والعيش تحت القصف والحرمان.

في هذا اليوم العالمي، وبينما يرفع العالم شعارات عن تمكين أصوات كبار السن، يبقى صوت كبار السن الفلسطينيين محاصراً بين ركام البيوت وغياب الرعاية، في انتظار عدالة دولية تضع حداً لمعاناتهم وتعيد لهم حقهم في حياة كريمة.