الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

وثيقة سرية تكشف مأزق الاحتلال في غزة: رئيس الأركان يحذر نتنياهو وكاتس من تكرار الأخطاء

نتنياهو وايال
-

كشفت وسائل إعلام عبرية عن وثيقة سرية بالغة الخطورة، سلّمها رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، يدويًا إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس، قبل أسابيع قليلة، لتحذيرهما من تداعيات التحركات العسكرية الجارية في مدينة غزة.

مضمون الوثيقة - إطالة أمد الحرب دون تحقيق نتائج

بحسب ما أوردته قناة "حداشوت ريشت" العبرية، فإن الوثيقة حذّرت بوضوح من أن الجنود الإسرائيليين "يعودون إلى نفس المناطق التي سبق لهم اقتحامها، دون وجود أي هدف سياسي واضح يوجه هذه العمليات". وأكد زامير أن هذا النهج العسكري المتكرر، دون أفق سياسي، سيقود إلى نزيف ميداني خطير وإطالة أمد الحرب دون تحقيق نتائج ملموسة.

كما شدد رئيس الأركان على أن إسرائيل ترفض حتى الآن تقديم بديل سياسي أو إداري لحركة حماس في قطاع غزة، محذرًا من أن استمرار العمليات العسكرية وحدها لن يؤدي إلا إلى فراغ سياسي قد ينفجر في وجه الحكومة لاحقًا.

خطر على الأسرى

من النقاط الأكثر حساسية في الوثيقة، التحذير الصريح من أن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة معرضون لخطر متزايد نتيجة هذه العمليات المتكررة. وأوضح زامير أن استمرار القصف البري والجوي العنيف، إلى جانب غياب استراتيجية سياسية واضحة، يؤدي إلى تدهور خطير في الحالة الصحية للأسرى ويجعل فرص إعادتهم أحياءً أقل يومًا بعد يوم.

مأزق الاحتلال الميداني والسياسي

تأتي هذه التحذيرات في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال توسيع انتشاره البري في عدة محاور رئيسية بمدينة غزة، مترافقًا مع عمليات قصف وتفجير للمباني والمنشآت السكنية. إلا أن غياب رؤية سياسية لما بعد الحرب يضع إسرائيل في مأزق داخلي وخارجي، خصوصًا مع تصاعد الانتقادات من داخل الأوساط العسكرية والسياسية بشأن جدوى العمليات المتكررة.

ويرى مراقبون أن الوثيقة المسربة تعكس حجم الارتباك داخل المؤسسة الإسرائيلية، حيث يدرك الجيش أن الحل العسكري وحده غير كافٍ، في حين يصرّ نتنياهو على المضي في سياساته دون تقديم أي بديل واقعي لإدارة القطاع بعد حماس.

خلافات حادة بين القيادة العسكرية والسياسية، بل تضع نتنياهو أمام مسؤولية مباشرة عن استمرار الحرب

من المتوقع أن تثير هذه الوثيقة جدلاً واسعًا داخل إسرائيل، حيث إنها لا تكشف فقط عن خلافات حادة بين القيادة العسكرية والسياسية، بل تضع نتنياهو أمام مسؤولية مباشرة عن استمرار الحرب دون أفق. كما أنها تمنح خصومه السياسيين ورقة قوية لمهاجمته، خصوصًا في ظل التظاهرات الداخلية المتزايدة ضده، والمطالبات بإنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى.