الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

انفجار مسيّرة الحوثيين في إيلات يكشف هشاشة أمنية وقلقًا شعبيًا متصاعدًا

مسيرة يمنية  تنفجر قوث ايلاث
-

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، في تقرير موسع، عن "عيوب مرعبة" في المنظومة الأمنية بمدينة إيلات جنوب إسرائيل، بعد انفجار طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون قرب أحد الفنادق، ما أسفر عن إصابة نحو 20 شخصًا بجروح متفاوتة. الحادثة التي هزّت المدينة السياحية البارزة، أثارت مخاوف واسعة بين السكان والسياح، وأعادت طرح التساؤلات حول مدى استعداد إسرائيل لحماية جبهتها الجنوبية.

تفاصيل الحادثة وإصابات المدنيين

وقع الانفجار في منطقة تجارية وسياحية قرب مركز مول هيم التجاري وفندق "جايكوب"، حيث أصيب 20 شخصًا، بينهم حالتان خطيرتان نُقلتا بطائرة مروحية إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع، بينما وُصفت إصابة آخر بالمتوسطة، وتلقى بقية الجرحى العلاج في مستشفى "يوسفتال" المحلي.

منذ بداية حرب غزة، تم إطلاق ما يقارب 300 طائرة مسيّرة نحو إيلات، تمكنت عشر منها من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية وسقطت في مناطق مدنية. الأخطر أن وتيرة الهجمات باتت أكثر جرأة؛ إذ استهدفت إحدى المسيّرات مطار رامون، وأخرى سقطت عند مدخل فندق، وصولًا إلى الانفجار الأخير في قلب المركز السياحي.

فجوات أمنية وبنية تحتية ضعيفة

أظهر تقرير الصحيفة العبرية أن مدينة إيلات تضم 87 ملجأ عامًا فقط، نصفها غير صالح للاستخدام، بينما يعيش فيها نحو 71 ألف نسمة بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الزوار يوميًا وأكثر من 3 ملايين سائح سنويًا.

رئيس بلدية إيلات إيلي لانكري عبّر عن قلقه قائلًا:

"ويل لنا لو وقعت حادثة إصابات جماعية. المستشفى المحلي غير مستعد للتعامل مع أحداث حرجة بهذا الحجم. لدينا أدنى مستوى للخدمات الطبية في إسرائيل".

كما كشف أن بعض الإخفاقات الأمنية الأخيرة تعود إلى أخطاء بشرية، وليس فقط أعطال تقنية في أنظمة الدفاع، مؤكدًا أن التحقيقات لا تزال جارية.

تداعيات اقتصادية وسياحية

الانفجار لم يكن مجرد أزمة أمنية، بل ضرب قلب السياحة المحلية. فقد تحدث توماس ليفي، صاحب حانة متضررة، قائلاً:

"قبل أسبوع ونصف انتهينا من التجديدات وكنا ننتظر ذروة الأعياد. لكن مكتب ضريبة الأملاك يعاملنا ببطء وكأننا مدينة صغيرة لا تستحق الأولوية".

بينما أشار أرنون بار أدون، صاحب مطعم بيتزا، إلى أن الهجوم جاء في وقت حساس قائلاً:

"نحن على أبواب العيد. لو وقع الانفجار خلال الاحتفالات لكانت الكارثة أكبر بكثير، لأنه لا توجد مساحات محمية كافية".

شهادات مؤلمة من السكان والمصابين

  • حانا غامرساني، إحدى المصابات، قالت لموقع ynet:

    "سمعنا الإنذار وركضنا للفندق، ثم حدث الانفجار. كنت في حالة صدمة وقلق شديد".

  • حاجيت، من سكان المدينة، روت:

    "أصابتني نوبة هلع، ركضنا من المتجر إلى مكان محمي. في المركز التجاري أصيب كثيرون بذعر شديد. لا توجد ملاجئ كافية، وأشعر أن السياحة أهم من حياتنا".

مخاطر بيئية محتملة

حذرت جمعية حماية الطبيعة من أن سقوط المسيّرة في مكان آخر كان سيؤدي إلى كارثة بيئية، حيث يمكن أن تصيب منشآت شركة "كاتسا" النفطية أو ناقلات نفط راسية في الميناء. واعتبرت أن الضغط المتواصل لزيادة تخزين النفط في إيلات يمثل تهديدًا مزدوجًا: أمنيًا وبيئيًا.

هشاشة أمنية وتنامى الشعور بعدم الأمان والقلق

الهجوم الأخير في إيلات يسلط الضوء على الهشاشة الأمنية في المدينة الجنوبية الإسرائيلية، حيث تتعرض السياحة، عصب اقتصادها، لضربة قوية مع كل مسيّرة تخترق الدفاعات. وبينما يواجه السكان مخاطر مباشرة على حياتهم ونقصًا في الخدمات الطبية، يتنامى الشعور بعدم الأمان والقلق من أن المدينة ليست مهيأة للحرب الممتدة.