السيسي: السلام خيار مصر الاستراتيجي.. وترامب يطرح خطة من 21 نقطة لوقف حرب غزة

في وقت تتصاعد فيه وتيرة الصراع في قطاع غزة وتزداد معاناة المدنيين، شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أن السلام هو الخيار الاستراتيجي لمصر من أجل ضمان مستقبل آمن ومستقر لشعوب المنطقة. جاء ذلك خلال اجتماع موسع مع رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، ووزيري الدفاع والإنتاج الحربي والداخلية، ورئيس جهاز المخابرات العامة، وعدد من قيادات الدولة.
رؤية مصر: رفض الصراعات والتمسك بالسلام
أكد الرئيس السيسي أن التاريخ أثبت أن الصراعات لا تخدم أي طرف، خاصة في ظل ما تعانيه المنطقة من نزاعات أنهكت شعوبها على مدار عقود. وأضاف أن ذلك يحمّل الدول، وعلى رأسها مصر، مسؤولية كبرى في حماية السلام وترسيخه. وأوضح أن القاهرة تتابع التطورات في غزة عن كثب، وتكثف جهودها لوقف الحرب، مع رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، باعتبار هذه الخطوات تقوّض فرص تحقيق سلام عادل ودائم.
خطة ترامب: 21 نقطة لوقف الحرب في غزة
رحب الرئيس السيسي بمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تضمنت خطة سلام من 21 نقطة لوقف الحرب في غزة، معربًا عن تطلعه إلى سرعة تنفيذها على أرض الواقع.
ووفق ما نقلته شبكة سي إن إن، فإن الخطة الأميركية ترتكز على عدة محاور رئيسية، أبرزها:
-
وقف إطلاق نار دائم بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
-
إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
-
انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وفق جدول زمني محدد.
-
وضع إطار لإدارة غزة بدون حماس، مع آليات انتقالية تضمن الاستقرار.
-
خطة لإعادة إعمار القطاع بتمويل دولي وعربي، دون تهجير سكانه.
الموقف العربي: دعم مشروط للخطة
بحسب دبلوماسيين إقليميين، فقد أبدى القادة العرب تأييدًا لأجزاء كبيرة من خطة ترامب، لكنهم طرحوا أيضًا سلسلة من الملاحظات والاقتراحات لتضمينها في أي اتفاق نهائي، ومن أبرزها:
-
رفض ضم الضفة الغربية لإسرائيل.
-
الحفاظ على الوضع الراهن في القدس دون تغيير.
-
ضمان زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
-
معالجة قضية المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.
-
إنهاء الحرب بشكل كامل وإعادة جميع الرهائن.
مصر ودورها المحوري
من جهته، شدد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي على أن مصر تواصل تنسيقها المكثف مع المجتمع الدولي من أجل ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، والعمل على توفير ممرات آمنة لإيصالها إلى المدنيين. وأكد أن مصر لن تدخر جهدًا في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، والسعي نحو حل سياسي شامل يضمن إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
مصرتسعى لتثبيت السلام ورفض أي حلول تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية
تؤكد التطورات الأخيرة أن ملف غزة بات في قلب الحراك السياسي الدولي. وبينما تسعى مصر لتثبيت خيار السلام ورفض أي حلول تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، جاءت مبادرة ترامب لتفتح الباب أمام مفاوضات جديدة، قد تشكل مخرجًا للأزمة الراهنة إذا ما جرى التوافق على بنودها مع ضمانات عربية ودولية. ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة، خصوصًا في ظل استمرار العمليات العسكرية وتعقيدات الوضع الميداني والإنساني.