الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

نتنياهو في نيويورك: احتجاجات واسعة واتهامات بالإبادة خلال مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة

نتنياهو يصل نيويورك
بوابة الصباح اليوم وكالات الانباء -

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الس نيورك للمشاركة في اجتماعات الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. جاءت الزيارة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث غادر نتنياهو تل أبيب فجر الخميس 24 سبتمبر 2025 متجنبًا الأجواء الأوروبية خشية توقيفه بموجب مذكرة المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب في غزة.

جدول الزيارة: من المطار إلى الأمم المتحدة

نتنياهو يصل واشنطن للقاء ترامب وبحث شروط إنهاء حرب غزة - الشرق تايمز

  • 24 سبتمبر (الخميس): غادر نتنياهو مطار بن جوريون وسط احتجاجات نظمها معارضون طالبوا بوقف الحرب على غزة ورحيله عن السلطة.

  • 25 سبتمبر (الجمعة): وصل إلى نيويورك، حيث أطلقت إسرائيل حملة دعائية واسعة في مانهاتن تضمنت شاحنات ولافتات كتب عليها "تذكروا 7 أكتوبر"، في إشارة إلى هجوم حماس عام 2023 والرهائن المحتجزين. وخلال الرحلة الجوية، أصدر نتنياهو أوامر مباشرة بشن غارات على العاصمة اليمنية صنعاء استهدفت مواقع للحوثيين، ردًا على هجماتهم الصاروخية ضد جنوب إسرائيل.

  • 26 سبتمبر (السبت): يلقي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مدافعًا عن الحرب في غزة، ومؤكدًا أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين "لن يغير شيئًا"، معلنًا بشكل قاطع أن "الدولة الفلسطينية لن تقوم أبدًا". وخارج قاعة الأمم المتحدة، احتشد آلاف المتظاهرين من الفلسطينيين والجاليات اليهودية الأميركية والمنظمات الحقوقية مطالبين باعتقاله ومحاكمته بتهمة الإبادة الجماعية. كما شاركت مجموعات من الأرثوذكس اليهود المناهضين للصهيونية في المظاهرات رافعين لافتات كتب عليها "نتنياهو عدو الشعب اليهودي".

  • 28 سبتمبر (الأحد): يغادر نيويورك عائدًا إلى إسرائيل، واصفًا زيارته بـ"الناجحة للغاية"، خصوصًا بعد لقائه بالرئيس الأميركي جو بايدن الذي أكد استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل رغم تصاعد الانتقادات الدولية.

لقاءات سياسية ورسائل حادة

خلال الزيارةيناقش نتنياهو مع الرئيس الأميركي تطورات الحرب في غزة وملف الرهائن. كما يلتقي وفودًا يهودية أميركية بينها عائلات الجنود المختطفين. وفي هذه اللقاءات كرر رفضه القاطع لفكرة الدولة الفلسطينية، واعتبر أن اعتراف بعض الدول الأوروبية بفلسطين "انسحاب مخزٍ" من الضغط على حماس.

خطابه أمام الأمم المتحدة جاء على سيكون نهج التبرير الذي يتبعه لعمليات الجيش الإسرائيلي، مستخدمًا لغة "محاربة الإرهاب" ومؤكدًا أن إسرائيل تدافع عن نفسها، في محاولة لمخاطبة الرأي العام الغربي. لكنه في المقابل واجه انتقادات شديدة من قادة عرب، حيث اتهمة أمير قطر تميم بن حمد إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، بينما حذّر الملك عبد الله الثاني من مخاطر "إسرائيل الكبرى" على استقرار المنطقة.

احتجاجات واتهامات بالإبادة

زيارة نتنياهو لنيويورك لم تمر بهدوء، غمن المنتظر ان تشهد شوارع المدينة احتجاجات يومية نظمتها حركات فلسطينية ويهودية وأميركية مناهضة للحرب. المتظاهرون طالبوا الولايات المتحدة والأمم المتحدة بالتحرك لمحاكمته أمام الجنائية الدولية، ورفعوا شعارات مثل "أوقفوا الحرب" و"حرروا غزة" و"نتنياهو مجرم حرب".

كما بتجمع مجموعات من الجالية اليهودية الإسرائيلية المعارضة أمام فندق إقامته في مانهاتن الذي يقيم به رافعين لافتات مثل "أنقذوا إسرائيل من نتنياهو" و"حرروا الرهائن". وفي المقابل، أطلقت إسرائيل حملة إعلامية ضخمة في نيويورك للتأثير على الرأي العام وتذكير العالم بضحايا هجمات 7 أكتوبر.

ردود الفعل الدولية

إلى جانب المواقف العربية، شهدت الزيارة تصعيدًا دبلوماسيًا من أوروبا؛ حيث أعلنت سلوفينيا حظر دخول نتنياهو لأراضيها استنادًا إلى طلب المحكمة الجنائية الدولية، فيما دعا برلمانيون أوروبيون لمحاكمته. كما جددت منظمات حقوقية مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش اتهاماتها لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة في غزة، معتبرة أن الهجمات الممنهجة على المدنيين والبنية التحتية الإنسانية ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

تداعيات الزيارة

أعادت زيارة نتنياهو إلى نيويورك إظهار عمق الانقسام بين الخطاب الإسرائيلي الرسمي والدعم الأميركي من جهة، وبين حالة الرفض الشعبي والدولي المتنامية من جهة أخرى. فعلى الرغم من حصوله على دعم سياسي من البيت الأبيض، إلا أن المظاهرات والاتهامات الدولية أعادت تسليط الضوء على عزلة إسرائيل المتزايدة، وتصاعد الدعوات لوقف إطلاق النار وإطلاق مسار سياسي جديد.

كما اعتبر مراقبون أن نتنياهو سيحاول فرض روايته عبر حملة دعائية وخطاب دفاعي في الأمم المتحدة، لكنه سيواجه موجة انتقادات قوية، من بينها اتهامات علنية بالإبادة، ما جعل زيارته بمثابة سيف ذي حدين: نجاح دبلوماسي محدود في كسب الدعم الأميركي، مقابل خسائر سياسية وإعلامية على الساحة الدولية.

ساحة مواجهة سياسية وإعلامية

زيارة نتنياهو إلى نيويورك تحولت إلى ساحة مواجهة سياسية وإعلامية؛ ففي حين سعى لعرض إسرائيل كدولة تدافع عن نفسها ضد "الإرهاب"، خرجت أصوات دولية وشعبية تصفه بمجرم حرب وتتهمه بالإبادة الجماعية. وبين دعم أميركي ثابت وضغط دولي متزايد، يبدو أن عزلة إسرائيل مرشحة للتفاقم، وأن ملف غزة سيظل العنوان الأبرز في أي تحركات سياسية قادمة.