إيطاليا تتحرّك لدعم “أسطول الصمود” بعد هجوم مسيّرات قبالة اليونان.. فرقاطة “فاسان” في طريقها لعمليات إنقاذ محتملة

وجّه وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو، مساء الأربعاء، فرقاطة “فاسان” متعددة المهام التابعة للبحرية الإيطالية للتوجه سريعًا نحو موقع أسطول الصمود العالمي الذي يبحر في طريقه إلى غزة، وذلك عقب إعلان المنظمين تعرّض عدد من القوارب لهجمات بطائرات مسيّرة مجهولة قبالة السواحل اليونانية، مع سماع دوي انفجارات وتشويش على الاتصالات.
بيان إيطالي وتحرك بحري عاجل
قال كروسيتو في بيان نشرته وزارة الدفاع على منصة “إكس” إنه تحدث مع رئيس الوزراء، وسمح بالتدخل الفوري لفرقاطة فاسان التي كانت تبحر شمال كريت ضمن عملية “البحر الآمن”، موضحًا أن السفينة “في طريقها إلى المنطقة من أجل عمليات إنقاذ محتملة” ولتقديم المساندة للمواطنين الإيطاليين على متن الأسطول.
منظمون: “هجوم بمسيّرات وتشويش اتصالات”
أفاد أسطول الصمود العالمي بأن “عدّة طائرات مسيّرة أسقطت أجسامًا مجهولة الهوية” قرب بعض القوارب، مع تشويشٍ على الاتصالات وسماع انفجارات متقطّعة. وقال المنظمون: “نحن نشهد عمليات نفسية بشكل مباشر الآن، لكنّنا لن نسمح بترهيبنا”.
وأوضحت الناشطة الألمانية في حقوق الإنسان ياسمين أكار أن خمسة قوارب استُهدفت، رُصد خلالها 15–16 مسيّرة، مؤكدة في فيديو عبر “إنستغرام”: “ليست لدينا أسلحة… نحمل مساعدات إنسانية فقط ولا نشكّل تهديدًا لأحد”. ولم يُعلن عن ضحايا أو أضرار حتى لحظة كتابة التقرير.
فيديو انفجار ومهمة إلى غزة
نشر الأسطول مقطعًا مصورًا يُظهر انفجارًا قال إنه التُقط من على متن سفينة “سبيكتر” عند الساعة 01:43 فجر الأربعاء (22:43 ت.غ الثلاثاء). ويؤكد الناشطون أن مهمتهم تهدف إلى إيصال مساعدات إلى غزة وكسر الحصار المفروض على القطاع.
51 سفينة وناشطون من 45 دولة
انطلق الأسطول في سبتمبر/أيلول من برشلونة، ويضم 51 سفينة بمشاركة مؤيدين للفلسطينيين من 45 دولة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ. وكان المنظمون قد تحدثوا سابقًا عن هجومين بمسيّرات حين كان بعض القوارب راسيًا قبالة تونس.
موقف إسرائيلي وملفات إنسانية ضاغطة
أكدت إسرائيل مطلع الأسبوع أنها لن تسمح للأسطول بالوصول إلى غزة، وعرضت بدلًا من ذلك التوجه إلى عسقلان شمال القطاع. وسُبق أن مُنعت محاولتان مماثلتان في يونيو ويوليو. ويأتي ذلك على وقع وضع إنساني بالغ القسوة في القطاع، وسط تقارير أممية عن مستويات كارثية للجوع ومطالبات دولية متكررة بتسهيل دخول المساعدات، في حين تعطّل مشروع قرار حديث في مجلس الأمن كان يطالب بوقف إطلاق النار وتيسير الإغاثة.
لماذا تحرّكت روما الآن؟
يوفّر التحرك الإيطالي مظلّة أمان للسفن المدنية في شرق المتوسط، ويعكس حساسية الممرات البحرية في المنطقة. كما أنه رسالة أوروبية مفادها أن سلامة المدنيين والسفن الإنسانية أولوية، وأن أي تصعيد ضد قوافل الإغاثة قد يفتح الباب أمام تنسيق بحري أوسع لحماية الرحلات الإنسانية.
مشهد مفتوح على احتمالات
مع اقتراب فرقاطة “فاسان” من موقع الأسطول، يترقب المراقبون مسار الساعات المقبلة: هل تنجح المساندة الإيطالية في ردع الاستهدافات وضمان عبور آمن، أم يتواصل الضغط على الأسطول لإجباره على تغيير المسار؟ ما سيحدث قد يحدّد قواعد اللعبة البحرية لعمليات الإغاثة المتجهة إلى غزة خلال الفترة القادمة.

