الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

نكبة فلسطين الجديدة

نزوح جماعي لسكان غزة تحت القصف الإسرائيلي--تفاصيل

نزوح جماعي تحت القصف في غزة
-

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممارسة سياسة التهجير القسري بحق سكان قطاع غزة و قدّرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن نحو 480 ألفًا من سكان مدينة غزة قد نزحوا بالفعل خلال الأيام الأخيرة. هذا النزوح الجماعي لم يكن خيارًا حرًا للمدنيين، بل جاء تحت ضغط القصف الجوي العنيف والمدفعي المتواصل، مصحوبًا ببيانات رسمية من جيش الاحتلال تجبر الناس على مغادرة منازلهم والتوجه جنوبًا نحو ما يسمونه "المنطقة الإنسانية".

خلفية التحذير العسكري

أصدر المتحدث باسم جيش الاحتلال بيانًا حمل تهديدًا مباشرًا، أعلن فيه أن شارع صلاح الدين قد أُغلق أمام حركة المرور باتجاه الجنوب، وأنه اعتبارًا من تلك اللحظة لن يُسمح للمدنيين بالتنقل إلا عبر شارع الرشيد الساحلي. وجاء في البيان:
"سيواصل الجيش عملياته بقوة غير مسبوقة ضد حماس. حرصًا على سلامتكم، اغتنموا الفرصة وانضموا إلى مئات الآلاف من السكان الذين انتقلوا جنوبًا. لا تسمحوا لحماس باستغلالكم كدروع بشرية."

حرب غزة: بالصور- حشود من سكان القطاع مستمرون في النزوح جنوبا خوفا على  حياتهم - BBC News عربي

بهذا الإعلان، يصبح المدنيون في مدينة غزة أمام معادلة قاسية: إما النزوح تحت القصف إلى الجنوب، أو البقاء في مناطق تُصنّفها إسرائيل "مناطق عمليات عسكرية" معرضة للقصف في أي لحظة.

الأبعاد الإنسانية للنزوح

هذا النزوح الجماعي الذي يقارب نصف مليون إنسان يفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. العائلات تركت خلفها منازلها وممتلكاتها، لتجد نفسها أمام واقع مجهول في مناطق مكتظة لا تتوفر فيها بنية تحتية قادرة على استيعاب هذا العدد الهائل من النازحين.
ويشير مراقبون إلى أن هذه السياسة ليست مجرد إجراءات عسكرية مؤقتة، بل تندرج ضمن محاولات فرض واقع جديد على الأرض عبر التهجير القسري، وهو ما يعيد للأذهان سيناريوهات النكبة الفلسطينية عام 1948.

حرب غزة: كيف يواجه سكان القطاع مخاطر النزوح من الشمال إلى الجنوب؟ - BBC  News عربي

قراءة في الموقف الإسرائيلي

يظهر من خطاب المتحدث العسكري أن إسرائيل تسعى لتبرير عملياتها على أنها "من أجل سلامة المدنيين"، لكنها في الوقت نفسه تفرض مسارًا محددًا للنزوح وتجعل سكان مدينة غزة رهائن للخيار الإسرائيلي الوحيد.
كما أن إغلاق شارع صلاح الدين – وهو الطريق الرئيسي الرابط بين شمال وجنوب القطاع – يكشف عن خطة ممنهجة لإحكام السيطرة على حركة السكان، ما يجعل عملية النزوح أقرب إلى الإكراه العسكري منها إلى الحماية الإنسانية.

الموقف الدولي الغائب

على الرغم من خطورة الوضع، فإن المجتمع الدولي يكتفي ببيانات قلق دون اتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الانتهاكات، ما يترك سكان غزة يواجهون مصيرهم وحدهم أمام آلة الحرب. ويطالب خبراء القانون الدولي بضرورة التحقيق في هذه السياسات التي قد ترقى إلى جرائم تهجير قسري محظورة بموجب اتفاقيات جنيف.

غزة: نزوح أكثر من مليون شخص، وإمدادات الوقود والإغاثة آخذة في النفاد |  أخبار الأمم المتحدة

فصل جديد من فصول المعاناة الفلسطينية الممتدة

ما يحدث اليوم في غزة ليس مجرد نزوح عابر، بل هو فصل جديد من فصول المعاناة الفلسطينية الممتدة، حيث تُستخدم القوة العسكرية لإجبار مئات الآلاف من المدنيين على ترك بيوتهم تحت القصف، في تكرار مأساوي للتاريخ. ويبقى السؤال: هل يتحرك العالم لإيقاف هذه الكارثة الإنسانية، أم سيظل الصمت هو الرد المعتاد؟