ملك إسبانيا في الأقصر.. زيارة ملكية تاريخية تعيد رسم خريطة السياحة والثقافة بين القاهرة ومدريد

في مشهد احتفالي يليق بعاصمة السياحة الثقافية في العالم، استقبل المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، مساء الخميس، الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا والملكة ليتيزيا، بحضور الدكتور شريف فتحي وزير السياحة والآثار، في أول زيارة يقوم بها فيليبي السادس إلى مصر منذ اعتلائه العرش عام 2014. الزيارة تحمل أبعادًا تتجاوز البروتوكول، وتضع الأقصر في قلب أجندة ثقافية وسياحية واستثمارية أوروبية طال انتظارها.
رسالة مؤثرة عن عمق الروابط الحضارية بين ضفتي المتوسط.
وتأتي محطة الأقصر امتدادًا لزيارة الدولة التي بدأها العاهل الإسباني والملكة من القاهرة، وشهدت فعاليات بارزة بينها جولة ليلية بالأهرامات والتمثال العظيم لأبي الهول وعشاء رسمي بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة الأولى انتصار السيسي—في رسالة مؤثرة عن عمق الروابط الحضارية بين ضفتي المتوسط. كما تضمن البرنامج لقاءات سياسية وثقافية وعروضًا لتعزيز التعاون في الطاقة المتجددة والبنية التحتية والسياحة.
وبحسب أجندة الزيارة، ينتظر أن تشمل جولة الأقصر مواقع أثرية محورية، من بينها معبد حتشبسوت، مع المشاركة في تدشين مشروع جديد لإضاءة أحد المعالم التاريخية تنفذه شركة إسبانية—ما يفتح الباب لشراكات تقنية وثقافية متقدمة في صون التراث وإدارته سياحيًا.
لماذا تُعدّ هذه الزيارة مفصلية للأقصر ومصر؟
-
تثبيت رسالة الاستقرار والأمان: الظهور الملكي في الأقصر يُعد أقوى حملة ترويجية مجانية لطمأنة الأسواق الأوروبية بشأن المقصد المصري، وخصوصًا مع عودة الطلب على السياحة الثقافية بعد سنوات من التباطؤ.
-
جسر ثقافي–اقتصادي مع مدريد: أجندة الدولة التي اصطحبت وفدًا اقتصاديًا رفيعًا تُرجّح انتقال التعاون من مستوى الرمزية إلى مشروعات ملموسة في النقل والطاقة والمياه وإدارة المقاصد، بما ينعكس على تشغيل العمالة ورفع إنفاق السائح.
-
تطوير تجارب الزيارة: المشاركة الإسبانية في إضاءة المواقع وتقديم حلول عرض متحفي ورقمي تُحسّن تجربة السائح وتطيل مدة الإقامة، وهو ما يُضاعف العائد المحلي ويُشجّع على تكرار الزيارة
كشف الخفايا والدلالات
-
توقيت استراتيجي: قدوم الزيارة بعد يومٍ حافل في الجيزة ولقاءات سياسية واقتصادية في القاهرة يوحّي بأن الأقصر ليست محطة سياحية فحسب، بل منصة لإعلان مشروعات تعاون ثقافي–تقني تُدار على الأرض.
-
تسويق ذكي للسوق الإسباني والأوروبي: الصور الملكية وسط الآثار تمنح قصصًا بصرية جاهزة لوسائل الإعلام والسوشيال ميديا في مدريد وبرشلونة، بما يدعم حجوزات الشتاء والربيع نحو الأقصر والوجه القبلي.
-
استثمار في “القيمة المضافة”: الإضاءة الحديثة وإدارة الزائرين ودمج التقنيات الإسبانية في الحفظ والعرض قد تتحول إلى نموذج شراكة طويلة الأجل يعاد تطبيقه في مواقع أثرية أخرى.
-
البرنامج الملكي في الأقصر صُمّم ليُبرز تفرد المدينة كمتحف مفتوح ومختبر عالمي
وأعرب محافظ الأقصر عن سعادته بالحدث التاريخي الذي يعكس ثقة المجتمع الدولي في المقصد المصري، متوقعًا أن تُسهم الزيارة في تنشيط الحركة الوافدة، خاصة من السوق الإسباني والأوروبي، بينما تؤكد وزارة السياحة والآثار أن البرنامج الملكي في الأقصر صُمّم ليُبرز تفرد المدينة كمتحف مفتوح ومختبر عالمي لحلول صون التراث.