ميناء إيطالي يمنع دخول أسلحة إلى إسرائيل وسط احتجاجات عمالية متصاعدة

في خطوة لافتة، أعلن ميناء رافينا الإيطالي المطل على البحر الأدرياتيكي، يوم الخميس 18 سبتمبر 2025، رفضه دخول شاحنتين قيل إنهما تحملان أسلحة في طريقها إلى ميناء حيفا الإسرائيلي، وذلك وسط احتجاجات متصاعدة من العمال والنقابات العمالية ضد الحرب الإسرائيلية في غزة.
قرار بلدية رافينا والضغوط المحلية
قال أليساندرو باراتوني، رئيس بلدية رافينا المنتمي لتيار يسار الوسط، إن هيئة الميناء استجابت لطلب رسمي منه ومن الحكومة المحلية بمنع دخول الشاحنتين، موضحاً أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الشاحنتين تحملان مواد متفجرة.
وأضاف في بيان:
"الدولة الإيطالية تقول إنها حظرت بيع الأسلحة إلى إسرائيل، لكن من غير المقبول أن تمر هذه الشحنات عبر الأراضي الإيطالية من دول أخرى بسبب ثغرات بيروقراطية".
ورغم ذلك، لم يقدم رئيس البلدية تفاصيل مؤكدة حول مصدر الشاحنتين أو أدلة دامغة على محتوياتهما، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام الإيطالية.
سياق أوروبي متزامن
قرار رافينا لم يكن معزولاً، إذ اتخذ عمال موانئ في فرنسا والسويد واليونان إجراءات مشابهة لمنع مرور شحنات أسلحة يُعتقد أنها موجهة لإسرائيل.
ويعكس هذا التوجه تصاعد رفض أوروبي شعبي ونقابي للحرب على غزة، خصوصاً مع تزايد الضغوط لدعم الأسطول الدولي الذي يسعى لإيصال مساعدات إنسانية للفلسطينيين المحاصرين.
الموقف الإسرائيلي والاتهامات
من جانبها، امتنعت السفارة الإسرائيلية في روما عن تقديم تعليق رسمي على الواقعة، بحجة "عدم توفر معلومات كافية"، لكنها ألمحت إلى أن القضية تخضع للمتابعة.
وفي المقابل، اتهمت الحكومة الإسرائيلية عدداً من الدول الأوروبية بأنها "تخضع لدعاية حركة حماس"، معتبرة أن مثل هذه القرارات تضر بأمن إسرائيل وتُظهر انحيازاً واضحاً ضدها.
احتجاجات عمالية وإضرابات مرتقبة
يأتي قرار منع دخول الشاحنتين في وقت تشهد فيه إيطاليا تصاعداً في الحراك العمالي المناهض للحرب.
-
أعلنت أكبر نقابة عمالية في البلاد، الاتحاد العام الإيطالي للعمل (CGIL)، عن تنظيم إضراب عام نصف يوم يوم الجمعة، يتخلله تجمعات احتجاجية في روما وعدد من المدن الإيطالية.
-
كما قررت نقابتان أخريان تنظيم إضراب موسع يوم 22 سبتمبر الجاري يستهدف تعطيل العمل في ميناءي جنوة وليفورنو، اللذين يعدان من أهم الموانئ الإيطالية.
أبعاد القرار ودلالاته
-
يعكس قرار رافينا تزايد الضغط الشعبي والنقابي في أوروبا لوقف أي شكل من أشكال الدعم العسكري لإسرائيل.
-
يمثل خطوة رمزية تحمل رسالة سياسية مفادها أن المجتمع المدني الأوروبي يرفض استمرار الحرب على غزة.
-
يضع الحكومة الإيطالية أمام تحدٍ مزدوج: الالتزام بموقفها الرسمي الرافض لتصدير السلاح لإسرائيل، ومواجهة الغضب الإسرائيلي والدولي المحتمل.