4 قنابل إسرائيلية مدمرة على برج الكوثر غرب مدينة غزة

شهدت مدينة غزة مساء اليوم تصعيدا عسكريا جديدا، حيث أسقط الجيش الإسرائيلي أربع قنابل مدمرة على برج الكوثر السكني الواقع في شارع دمشق غرب المدينة، وذلك عقب إنذار عاجل وجهه للسكان بضرورة إخلاء المنطقة المحيطة بميناء غزة وحي الرمال الجنوبي والمباني والخيام المجاورة للبرج.
إنذار مسبق وإخلاء قسري
وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تم تحديد مناطق باللون الأحمر على الخرائط المرفقة مع التحذيرات، أبرزها البلوكات 727 و786 و787 و788، إضافة إلى برج الكوثر نفسه الذي تم التركيز عليه بشكل خاص. ودعا الجيش المدنيين إلى مغادرة هذه المناطق فورا والتوجه جنوبا نحو ما وصفه بـ"المنطقة الإنسانية في المواصي".
تبريرات عسكرية
وجاء في البيان الإسرائيلي أن استهداف برج الكوثر تم بزعم وجود "بنى تحتية تابعة لحركة حماس داخله أو بجواره"، مضيفا أن الهجوم يعد جزءا من العملية المستمرة لتدمير قدرات الحركة العسكرية. إلا أن سكان المنطقة أكدوا أن المبنى يضم عشرات الشقق السكنية وأن تدميره سيؤدي إلى تشريد عدد كبير من الأسر.
المشهد الميداني
عقب الهجوم، غطت سحب كثيفة من الدخان سماء غرب غزة، فيما هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان بحثا عن ناجين بين الأنقاض. وتحدثت مصادر محلية عن أضرار هائلة لحقت بالمباني المجاورة، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا مع استمرار عمليات الإنقاذ.
البعد الإنساني
الهجوم على برج الكوثر يمثل حلقة جديدة من سلسلة الغارات التي طالت أبراجا سكنية في غزة منذ بداية الحرب، وهو ما يثير موجة غضب وانتقادات دولية متكررة، خاصة أن عمليات القصف تتم غالبا في مناطق مكتظة بالسكان المدنيين. وتعتبر منظمات حقوقية أن سياسة الإنذارات المسبقة لا تقلل من حجم الكارثة الإنسانية الناجمة عن هدم منازل المدنيين وتشريد سكانها.
رسائل التصعيد ومخطط التهجير
يرى محللون أن استهداف برج الكوثر بهذا الشكل المكثف يهدف إلى توجيه رسالة ردع مزدوجة: الأولى إلى حركة حماس من خلال استهداف ما تقول إسرائيل إنه بنى تحتية عسكرية، والثانية إلى سكان غزة عبر تكريس سياسة الضغط النفسي والتهجير نحو الجنوب.