الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

الجيش الإسرائيلي يدعو سكان شمال غزة لإخلاء المدينة والانتقال إلى مناطق جنوبية وسط تحذيرات من تهجير قسري

تهجير الفلسطينيين.
-

دعا المتحدث باسم جيش الأحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي اليوم الأربعاء سكان شمال القطاع إلى مغادرة مدينة غزة والتوجه نحو المناطق الجنوبية التي وصفها بأنها خالية من النازحين ومجهزة لاستقبال الوافدين الجدد مؤكدا في تصريح له أن إخلاء مدينة غزة بات أمراً لا مفر منه

كل عائلة ستتجه إلى الجنوب ستجد مساعدات إنسانية تشمل خياماً واحتياجات أساسية

وخلال عرضه خريطة تفصيلية أوضح المتحدث العسكري أن هناك مناطق في وسط وجنوب القطاع وتحديداً في المخيمات الوسطى ومنطقة المواصي يمكن أن تستوعب آلاف العائلات النازحة مشيراً إلى أن ما تردده حركة حماس عن عدم وجود أماكن فارغة غير صحيح بحسب وصفه وأضاف أن كل عائلة ستتجه إلى الجنوب ستجد مساعدات إنسانية تشمل خياماً واحتياجات أساسية

مقدمة لمخطط تهجير قسري دائم يهدف إلى تفريغ شمال القطاع

وأكد أدرعي أن الجيش الإسرائيلي يرى أن نقل المدنيين إلى هذه المناطق ضرورة لا غنى عنها في المرحلة الحالية زاعماً أن الهدف من هذه الخطوة هو حمايتهم من العمليات العسكرية الجارية في مدينة غزة إلا أن هذه الدعوات تأتي وسط مخاوف فلسطينية وعربية واسعة من أن تكون مقدمة لمخطط تهجير قسري دائم يهدف إلى تفريغ شمال القطاع من سكانه الأصليين

انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم التهجير القسري للسكان المدنيين

من جانب آخر شددت منظمات حقوقية دولية على أن مثل هذه الدعوات تمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم التهجير القسري للسكان المدنيين تحت وطأة الحرب وأكدت أن الحديث عن مناطق آمنة في ظل استمرار القصف والحصار لا يعكس الواقع الإنساني المرير الذي يعيشه سكان القطاع منذ شهور

ويرى محللون أن الإصرار الإسرائيلي على الحديث عن "إخلاء مدينة غزة" يعكس سياسة واضحة تهدف إلى خلق واقع جديد على الأرض عبر إجبار السكان على النزوح الجماعي نحو مناطق محدودة المساحة تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويضاعف أعداد المشردين الذين يواجهون نقصاً حاداً في المياه والدواء والغذاء

كما أن تعهد الجيش الإسرائيلي بتوفير خيام ومساعدات إنسانية للنازحين لا يغير من حقيقة أن الأوضاع في الجنوب وصلت إلى طاقة استيعابها القصوى في ظل وجود مئات الآلاف من العائلات التي نزحت بالفعل منذ بدء العمليات العسكرية ولا تزال تعيش في ظروف مأساوية داخل مراكز الإيواء أو في العراء

المجتمع الدولي أمام مسؤولية متزايدة

الخطاب الإسرائيلي الأخير يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية متزايدة إذ تتصاعد الأصوات المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وإيجاد حلول سياسية عاجلة تحول دون استمرار نزيف الدم وتمنع تفاقم معاناة الفلسطينيين خاصة في ظل مؤشرات على نية إسرائيل توسيع عملياتها في مدينة غزة وفرض واقع سكاني جديد بالقوة

ويبقى السؤال الأهم في ظل هذه التطورات هو ما إذا كانت هذه الدعوات مجرد خطوة مؤقتة مرتبطة بالعمليات العسكرية الجارية أم أنها بداية لمرحلة أخطر يسعى فيها الاحتلال إلى إعادة رسم الخريطة الديموغرافية لقطاع غزة الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون جملة وتفصيلاً ويعتبرونه تهجيراً قسرياً يهدد وجودهم على أرضهم