الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

غارات إسرائيلية قرب دمشق تسفر عن مقتل 4 جنود سوريين وسط حديث عن اتفاق أمني وشيك

فصف اسرائيلي علي سوريا
بوابة الصباح اليوم وكالات الانباء -

شن الجيش الإسرائيلي عدة غارات جديدة استهدفت مناطق في ريف دمشق الغربي وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 جنود سوريين وذلك وفق ما أكدتة مصادر في وزارة الدفاع السورية لوكالة فرانس برس.جاءت هذه التطورات العسكرية مع اتهامات سورية لتل أبيب بـ"الاستيلاء على أراضٍ في جبل الشيخ"، بينما تتحدث مصادر حقوقية وإعلامية عن اتفاق أمني وشيك بين الجانبين، ما يعكس تناقضًا واضحًا بين التصعيد الميداني والتحركات السياسية.

تفاصيل الغارات الإسرائيلية

أوضح مصدر عسكري سوري أن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت أحد المساكن العسكرية التابعة للفرقة 44 في منطقة الحرجلي بناحية الكسوة بريف دمشق الغربي، ما أدى إلى مقتل 3 جنود من عناصر الفرقة. وبذلك ارتفع إجمالي الضحايا في الغارات الإسرائيلية، التي نُفذت الثلاثاء، إلى 4 قتلى.

وقبل ساعات من هذه الغارة، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل شاب في قرية طرنجة بريف القنيطرة الشمالي إثر قصف إسرائيلي استهدف منزله.

خلفية التصعيد

منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية داخل الأراضي السورية، مستهدفة مواقع عسكرية، وتقول إن هدفها منع وقوع الترسانة العسكرية السورية في أيدي السلطات الجديدة.
وتأتي الغارات الأخيرة في ظل اتهام دمشق لتل أبيب بالتوغل في جبل الشيخ. وقالت وزارة الخارجية السورية إن قوة إسرائيلية قوامها 11 آلية عسكرية وما يقارب 60 جنديًا سيطرت على "تل باط الوردة" في سفح جبل الشيخ، واصفة ذلك بأنه "انتهاك سافر للسيادة السورية".

مسار سياسي متناقض

بالتوازي مع التصعيد العسكري، تكشف تقارير متزايدة عن قنوات تفاوضية بين سوريا وإسرائيل، برعاية أمريكية وإقليمية.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن بنود أولية لاتفاق تسوية أمني محتمل، يتضمن:

  • تجريد الجولان السوري من السلاح.

  • حظر نشر الأسلحة الاستراتيجية.

  • إنشاء ممر إنساني للدروز في السويداء.

وفي المقابل، تحصل دمشق على مساعدات مالية لإعادة الإعمار من الولايات المتحدة وعدد من الدول الإقليمية، في محاولة لإبعاد سوريا عن النفوذ الإيراني وإعادة إدماجها في التوازنات الإقليمية.

لقاءات غير مسبوقة

وكالة الأنباء السورية (سانا) كانت قد كشفت قبل أسبوع عن لقاء رسمي في باريس بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووفد إسرائيلي، في خطوة وُصفت بالتاريخية، كونها الأولى من نوعها منذ عقود من القطيعة والعداء المعلن.
كما رجّحت تقارير غربية أن يتم توقيع الاتفاق الأمني المرتقب في أواخر سبتمبر المقبل بوساطة أمريكية ورعاية إقليمية.

حالة ازدواجية معقدة تعيشها سوريا

تُظهر الأحداث الأخيرة أن المشهد السوري ـ الإسرائيلي يعيش حالة ازدواجية معقدة، حيث تترافق الغارات العسكرية التي توقع ضحايا بشكل متكرر مع تسريبات متصاعدة عن صفقة أمنية قد تغيّر مسار الصراع المستمر منذ 1948. وبينما ترى دمشق أن إسرائيل تسعى لفرض وقائع على الأرض قبل توقيع الاتفاق، يبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح الأطراف الدولية في تثبيت تفاهمات أمنية طويلة الأمد، أم أن لغة التصعيد ستظل هي السائدة في المرحلة المقبلة؟