الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغمر أنفاق في غزة بعد اشتباكات مع حماس

نشر الجيش الأحتلال الإسرائيلي مشاهد مصورة قيل انها لعملية غمر أنفاق تحت الأرض تابعة لحركة حماس، وقال جيش الأحتلال أن هذه الأنفاق كانت تُستخدم لأغراض هجومية مشيرا الي أن قواته نجحت في تدمير هذه البنية التحتية بعد اشتباكات عنيفة اندلعت مؤخرًا مع مجموعة مسلحة حاولت التسلل عبر أحد الأنفاق قرب موقع عسكري جنوب القطاع.
الخطوة الإسرائيلية أثارت ردود فعل متباينة فلسطينيًا ودوليًا، بين من اعتبرها "تصعيدًا جديدًا" يزيد من معاناة المدنيين، ومن رأى أنها "محاولة لتعزيز الردع الإسرائيلي" أمام استمرار تهديد الأنفاق.
تفاصيل العملية العسكرية
قال الجيش الإسرائيلي في بيانه إن قوات اللواء الجنوبي بقيادة فرقة غزة، وبمشاركة وحدات الهندسة العسكرية، تمكنت من اكتشاف وتدمير مخبئين هجوميين تحت الأرض في وسط قطاع غزة.
وأضاف أن القوات أنهت خلال الأيام الماضية عملية واسعة استهدفت "البنية التحتية المركزية لحماس"، شملت تفجير وغمر عدة أنفاق، اعتبرها الجيش وسيلة رئيسية للحركة في تنفيذ عملياتها.
محاولة اقتحام فاشلة
العملية جاءت بعد حادثة الأسبوع الماضي، حين خرجت خلية كبيرة من مقاتلي حماس من فتحة نفق قرب موقع عسكري إسرائيلي تابع لسرية "خروب" جنوب غزة، في محاولة لأسر جنود.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، جرى رصد المجموعة واستدعاء سلاح الجو الذي قصف النفق والمسلحين، إلا أن الغارات لم تصبهم جميعًا. أعقب ذلك اشتباك مباشر استمر أكثر من نصف ساعة، أسفر عن مقتل 8 مسلحين وإصابة آخرين، بينما فر عدد منهم داخل النفق قبل أن تُعلن القوات إحباط العملية.
أهمية نشر المشاهد
يرى مراقبون أن نشر الجيش لمشاهد غمر الأنفاق يأتي في إطار الحرب الإعلامية إلى جانب العمليات العسكرية، حيث تسعى إسرائيل لإظهار تقدم ميداني بعد شهور من المواجهات المكلفة.
فالأنفاق تمثل مشكلة استراتيجية لإسرائيل، إذ لطالما استخدمتها حماس في شن هجمات نوعية ونقل السلاح والمقاتلين، ما يجعل استهدافها أولوية عسكرية دائمة.
ردود الفعل الفلسطينية
على الجانب الآخر، اعتبرت مصادر فلسطينية أن استهداف الأنفاق يعكس فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة، مشيرة إلى أن "الأنفاق تشكل جزءًا من استراتيجية المقاومة ولن يتم القضاء عليها بسهولة".
كما نددت الفصائل الفلسطينية بالعمليات الأخيرة، معتبرة أنها تصعيد عسكري جديد سيؤدي إلى "توسيع دائرة المعاناة الإنسانية في غزة"، في وقت يواجه فيه القطاع أزمات إنسانية متفاقمة نتيجة العمليات العسكرية المستمرة.
ردود فعل دولية
دوليًا، أعربت عدة منظمات حقوقية عن قلقها من آثار العمليات العسكرية الإسرائيلية على المدنيين، محذرة من أن تدمير الأنفاق عبر الغمر قد يؤدي إلى انهيارات أرضية تؤثر على الأحياء السكنية المحيطة.
من جانبها، دعت بعض العواصم الغربية إلى ضبط النفس، وأكدت على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات لبحث ترتيبات أمنية توقف التصعيد المتكرر.
أما الأمم المتحدة، فأشارت في بيان إلى أنها تتابع عن كثب تطورات الوضع، مجددة دعوتها إلى هدنة إنسانية عاجلة تتيح إدخال المساعدات وتخفيف حدة الأزمة في القطاع.
السياق العام
تدمير الأنفاق وغمرها بالمياه يأتي في ظل استمرار المواجهات الميدانية بين الجيش الإسرائيلي وحماس، وغياب أي مؤشرات على قرب التوصل إلى تهدئة.
ويرى محللون أن المشهد يعكس حرب استنزاف مفتوحة، حيث تسعى إسرائيل لإضعاف قدرات الحركة عبر استهداف بنيتها التحتية، فيما تراهن حماس على استمرار المقاومة وتعزيز صورتها كقوة صامدة رغم الكلفة الباهظة.
فصلًا جديدًا في المواجهة الطويلة بين إسرائيل وحماس
العملية الإسرائيلية الأخيرة لغمر الأنفاق في غزة تفتح فصلًا جديدًا في المواجهة الطويلة بين إسرائيل وحماس. وبينما تصف إسرائيل هذه العمليات بأنها "إنجاز ميداني"، ترى أطراف فلسطينية أنها "لن تغير من معادلة الصراع". أما المجتمع الدولي، فما زال يطالب بوقف التصعيد وبدء مسار سياسي يوقف دوامة العنف المستمرة في القطاع.