زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية.. قمة نيوم في توقيت حساس لترتيب البيت العربي

.وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الخميس، إلى مطار نيوم بالمملكة العربية السعودية حيث كان ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في مقدمة مستقبليه إيذانًا بانطلاق قمة سعودية مصرية تحمل في طياتها ملفات ساخنة ورؤية مشتركة نحو المستقبل.
ملفات القمة السعودية المصرية
بحسب السفير محمد الشناوي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، فإن زيارة السيسي تأتي في إطار العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين، وتجسيدًا لحرص القيادتين على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتشمل المباحثات دعم الشراكة الاستراتيجية، وبحث القضايا الإقليمية وعلى رأسها:
1- تطورات الحرب في قطاع غزة.
2 - الأوضاع في لبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن.
3 -أمن البحر الأحمر والمنطقة الخليجية.
4 - سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة.
قمة سعودية مصرية تمثل محطة محورية في رسم المسارات العربية.
المحلل السياسي السعودي الدكتور مبارك آل عاتي أكد أن القمة تعقد في ظرف سياسي شديد الدقة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وما يحمله من تهديد مباشر للقضية الفلسطينية وللأمن القومي العربي، مشيرًا إلى أن أي قمة سعودية مصرية تمثل محطة محورية في رسم المسارات العربية.
وأضاف أن القمة الحالية ترسخ لمبدأ الشراكة الأخوية بين الرياض والقاهرة، اللتين أثبت التاريخ أنهما ركيزة صلبة لحماية المصالح العربية ودعم مسيرة العمل العربي الموحد.
رؤية مصرية سعودية مشتركة
من جانبه، قال الدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المنطقة تقف على حافة مخاطر جسيمة أبرزها مخطط احتلال غزة ورفض حكومة نتنياهو أي تسوية سياسية. وأكد أن الزيارة تستهدف توحيد الرؤية وتنسيق التحركات العملية سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا لحماية الأمن العربي.
وشدد يوسف على أن القمة تمثل ردًا عمليًا على أي محاولات لإشعال الفتنة أو زرع الوقيعة بين مصر والسعودية، موضحًا أن خبرة التاريخ تؤكد أن البلدين وقفا دائمًا في صف واحد لمواجهة التحديات.
القضية الفلسطينية أولوية القمة
الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية أوضح أن الزيارة ستعطي أولوية مطلقة للقضية الفلسطينية، خصوصًا مع تصاعد المخاطر التي تهدد غزة ومحاولات التهجير القسري للفلسطينيين. وأكد أن القمة ستبحث أيضًا ملفات البحر الأحمر والخليج العربي، إلى جانب دفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستويات جديدة من التعاون.
وأشار فهمي إلى أن نتائج القمة سيكون لها تأثير مباشر على العمل العربي المشترك، خاصة مع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، حيث يُنتظر أن يكون هناك تنسيق مصري سعودي على أعلى مستوى في هذا الإطار.
دلالات سياسية واستراتيجية
الزيارة تحمل دلالات عميقة، فهي ليست مجرد لقاء ثنائي بل قمة عربية مصغرة ترسم ملامح الموقف العربي الموحد في مواجهة المخاطر، وعلى رأسها العدوان على غزة ومخططات "إسرائيل الكبرى". كما تؤكد التزام مصر والسعودية بمسؤولياتهما التاريخية في حماية الأمن القومي العربي، ودعم استقرار المنطقة عبر التعاون والتنسيق المستمر.