الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الحوادث

رجل يلقي بنفسه من الكوبري المعدني في دمياط ويترك خلفه مأساة أسرية

محمد محمد عبدالقادر
كتب - محمد زغلول -

خيم الحزن على منطقة الشعراء بمحافظة دمياط عقب حادث مأساوي ألقى بظلاله الثقيلة على الأهالي حيث أقدم المواطن محمد محمد عبدالقادر الرفاعي البالغ من العمر 41 عامًا من قرية الشعراء على إنهاء حياته بإلقاء نفسه من أعلى الكوبري المعدني. الحادثة المؤلمة تركت وراءها أسئلة كثيرة حول معاناة المتوفى وما دفعه لاتخاذ هذا القرار المأساوي.

ترك خلفه هاتفه المحمول وبطاقته الشخصية وحذاءه على الكوبري

الرجل ترك خلفه هاتفه المحمول وبطاقته الشخصية وحذاءه على الكوبري قبل أن يقفز إلى مياه النيل، في إشارة واضحة إلى أنه كان قد اتخذ قراره مسبقًا. وسرعان ما انتقلت قوات الشرطة والإنقاذ النهري إلى موقع الحادث ليتم انتشال الجثمان ونقله إلى مستشفى دمياط العام تحت تصرف النيابة العامة.

مشاعر الأهالي والقرية

في قرية الشعراء التي ينتمي إليها الرجل لم يصدق الأهالي الخبر في البداية، حيث عُرف الرجل بين جيرانه بسمعته الطيبة وهدوئه. حالة من الصدمة والذهول سيطرت على أفراد أسرته وأصدقائه الذين أكدوا أن الفقيد كان يمر بظروف معيشية ونفسية صعبة في الآونة الأخيرة، وأنه لم يبح لهم بما يدور داخله من أزمات وضغوط تواجهه في الحياة .

البعد النفسي لقرار التخلص من الحياة

التخلص من الحياة ليس مجرد فعل لحظي بل هو نتيجة تراكمات طويلة من الضغوط النفسية والاقتصادية والاجتماعية. خبراء الصحة النفسية يؤكدون أن الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار غالبًا ما يرسلون إشارات استغاثة غير مباشرة، مثل العزلة المفاجئة أو التعبير عن فقدان الأمل أو ترك متعلقات شخصية خلفهم كما فعل محمد قبل أن يقفز من الكوبري.

ظاهرة التخلص من الحياة في مصر

شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في حوادث مشابهه لأسباب متنوعة، منها الضغوط الاقتصادية والديون، إضافة إلى المشكلات الأسرية والأمراض النفسية. هذه الظاهرة تستدعي تدخلاً عاجلاً من المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني لتقديم برامج دعم نفسي واجتماعي، خاصة في المناطق الريفية حيث تقل مراكز العلاج النفسي ويغيب الوعي بأهمية طلب المساعدة.

الحاجة إلى تدخل عاجل

قصة محمد عبدالقادر الرفاعي ليست حالة فردية بل مرآة تعكس معاناة مئات من المواطنين الذين يواجهون تحديات يومية صعبة. إن مثل هذه الوقائع يجب أن تدفع الجميع إلى إعادة النظر في كيفية تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد والأسر، حتى لا تتكرر المآسي.

زيادة حملات التوعية والتثقيف النفسي

الانتحار يترك وراءه ضحايا آخرين، وهم الأهل والأصدقاء الذين يعيشون طوال حياتهم مع شعور الفقد والذنب. من هنا تبرز الحاجة إلى زيادة حملات التوعية والتثقيف النفسي، والتأكيد على أن طلب المساعدة ليس عيبًا بل خطوة شجاعة قد تنقذ حياة إنسان.