الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

اتفاق السويداء يدخل حيز التنفيذ: الجيش السوري يبدأ الانسحاب من السويداء

انسحاب الجيش السوري من السويداء
-

في تطور ميداني لافت، بدأت وحدات من الجيش السوري الانسحاب من محافظة السويداء جنوب البلاد، وذلك تنفيذًا لاتفاق تم التوصل إليه مع شيوخ ووجهاء الطائفة الدرزية، وسط تعقيدات أمنية وعمليات قصف إسرائيلية تهدد بانفجار المشهد مجددًا.

وبحسب ما ذكرت وكالات الأنباء العالمية فقد بدأت القوات النظامية السورية بالفعل تنفيذ خطوات الانسحاب التدريجي، وذلك بعد انتشار وحدات من قوى الأمن الداخلي داخل مدينة السويداء لتسلم المهام الأمنية وفق بنود الاتفاق.

إعادة النظر في وضع المحافظة، وتحديد دور الجيش في إدارتها

يأتي هذا الانسحاب عقب أسابيع من التوتر والاشتباكات في السويداء بين القوات النظامية وبعض الفصائل المسلحة ذات الخلفية الدرزية، والتي تصاعدت معها مطالب أبناء الطائفة بإعادة النظر في وضع المحافظة، وتحديد دور الجيش في إدارتها.

الاتفاق الجديد، الذي تم بوساطة عدد من شيوخ العقل ووجهاء المدينة، ينص على:

  • وقف شامل لإطلاق النارو انسحاب تدريجي للجيش وانتشار قوى الأمن الداخلي وفتح قنوات تفاوض دائمة مع أبناء المحافظة

الجيش السوري يؤكد بدء الانسحاب.. و القصف الإسرائيلي بعطل الانسحاب !!!!

مصدر رسمي في وزارة الدفاع السورية أكد أن عمليات الانسحاب بدأت بالفعل، لكن تم التأكيد أيضًا على أن القصف الإسرائيلي المستمر على بعض المناطق السورية قد يعطل أو يؤخر خطوات التنفيذ بشكل كامل.

وعلي جانب أخر قالت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الأربعاء أن التقديرات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيُعلن قريبًا وقف إطلاق نار رسمي في السويداء في إطار خطة أوسع لـ"احتواء الأزمة" وتفادي انفجارها إقليميًا.

وزارة الداخلية السورية : الدولة تضمن حقوق الجميع

وفي ذات السياق أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانًا قالت فيه إن خطوة الانسحاب تأتي تأكيدًا على التزام الدولة السورية الكامل بحقوق جميع المواطنين، وخاصة في محافظة السويداء، مشددة على أهمية التهدئة والحفاظ على السلم الأهلي.

وأضاف البيان الصادر من الداخلية السورية أن الهدف الأساسي من الاتفاق هو

"استعادة الأمن والاستقرار دون اللجوء إلى القوة، وتعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع المحلي في الجنوب السوري".

جنبلاط يعلّق: "لا لحماية زائفة من إسرائيل"

وفي موقف لافت، علّق الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط على الأحداث، مؤكدًا أن:

"تدمير وزارة الدفاع في دمشق لا علاقة له بحماية الدروز"، مشددًا على أن إسرائيل لا تحمي أحدًا، وأن الحل في السويداء يجب أن يكون سياسيًا وبرعاية الدولة السورية.

وأكد جنبلاط أن السلاح يجب أن يكون فقط بيد الدولة، مطالبًا القيادات الدينية الدرزية بالكف عن التصريحات المحرّضة، والتمسك بالمصالحة الوطنية بدلًا من الانخراط في الفوضى التي تسعى إسرائيل إلى تعميقها.

قدرة الدولة السورية على احتواء مطالب أبناء السويداء محل اختبار !!

رغم ما يحمله الاتفاق من أمل بإنهاء دوامة العنف في السويداء، يبقى التحدي الأكبر هو التنفيذ الكامل والفعلي لبنود الاتفاق على الأرض، خاصة في ظل وجود فصائل مسلحة لها حسابات خارجية، واستمرار القصف الإسرائيلي الذي يربك المشهد الميداني.

ومع دخول قوى الأمن الداخلي إلى المدينة، تبدأ مرحلة جديدة ستحدد إن كانت الدولة السورية قادرة على احتواء مطالب أبناء السويداء عبر الحوار والدمج، أم أن العودة إلى العنف ستبقى خيارًا حاضرًا في حال فشل المسار السلمي.