الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

تصاعد الصراع الداخلي في غزة بعد تهديد ”القوات الشعبية” باستئصال حماس بالكامل

عصابة ابوشباب
-

في تصعيد غير مسبوق في المشهد الداخلي لقطاع غزة، أعلن قائد ما يُعرف بـ"القوات الشعبية" ياسر أبو شباب أن مجموعته المسلحة ستواصل القتال ضد حركة حماس حتى "استئصالها الكامل من القطاع"، حتى في حال التوصل إلى اتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل

خيانة مكتملة الأركان وتعاونًا سافرًا مع الاحتلال الإسرائيلي

التصريح جاء في حوار مباشر مع هيئة البث الإسرائيلية "مكان" ما أثار جدلاً واسعًا وتنديدًا قويًا من فصائل المقاومة الفلسطينية التي اعتبرت ما حدث خيانة مكتملة الأركان وتعاونًا سافرًا مع الاحتلال الإسرائيلي

تحرير أهالي غزة من بطش حماس واستبدادها !!

وقال ياسر أبو شباب إن مشروعه الأساسي هو "تحرير أهالي غزة من بطش حماس واستبدادها"، مؤكدا أن مجموعته ستقاتل حتى النهاية مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات وأضاف أنه لا يضع في اعتباره أي اتفاق تهدئة يتم بين حماس وإسرائيل، لأن هدفه الرئيسي هو "اجتثاث الحركة من جذورها" على حد تعبيره

عصابة أبو شباب مشروع نتنياهو ضد فتح وحماس.. لما تدعمه السلطة؟

حماس تنازع في لحظاتها الأخيرة

وأشار أبو شباب إلى أن قواته تمكنت بالفعل من دخول مواقع خاضعة لحماس سابقًا، مثل مستشفى ناصر في خان يونس مؤكداً أن حماس تمر بمرحلة ضعف غير مسبوقة وأنها "تنازع في لحظاتها الأخيرة" حسب وصفه

اعتراف بتلق مساعدات من الجيش الإسرائيلي

المثير للجدل في تصريحاته أنه أعلن وجود تنسيق مباشر بينه وبين أطراف في السلطة الفلسطينية وأنه يتلقى مساعدات من جهات متعددة أبرزها الجيش الإسرائيلي نفسه وهو ما دفع مراقبين إلى اعتباره الذراع الميداني للاحتلال في غزة تحت غطاء داخلي مزعوم

ردود الفعل لم تتأخر إذ أصدرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بيانًا شديد اللهجة وصفت فيه ياسر أبو شباب بـ"العميل والخائن" مؤكدة أن دمه ودم عناصره "مهدور" وأنهم أصبحوا أهدافًا مشروعة لجميع فصائل المقاومة

مجموعة من المرتزقة المسلحين تحت حماية الاحتلال

البيان وصف "القوات الشعبية" بأنها مجموعة من المرتزقة المسلحين تحت حماية الاحتلال وقال إن هذه الفئة الخارجة عن الهوية الوطنية لن تجد أي غطاء أو ملاذ داخل النسيج الفلسطيني وأكد أن الشعب الفلسطيني براء من كل من يتعاون مع الاحتلال بأي صورة كانت

الغرفة المشتركة أضافت في بيانها أن الشعب الفلسطيني يواجه حرب إبادة وتجويع على يد الاحتلال الصهيوني وفي ظل هذه المحنة تخرج جماعة تصف نفسها بالقوات الشعبية لتكون أداة بيد العدو وتساعده على تثبيت احتلاله عبر تفجير الداخل الفلسطيني وتغذية الانقسام

وأكد البيان أن فصائل المقاومة في غزة لن تتهاون في التعامل مع هذه "العصابة الخارجة عن القانون والمبدأ والهوية" وأنها سترد بكل حزم على كل من يسلك هذا المسار من العمالة

تفاعلات داخلية تتسم بالعنف والانقسامات الحادة والتصفيات المتبادلة

يأتي هذا التصعيد في وقت حساس للغاية إذ يشهد القطاع عمليات عسكرية متواصلة من قبل الجيش الإسرائيلي فيما تسعى بعض الأطراف الإقليمية والدولية لإحياء جهود التهدئة ووقف إطلاق النار

لكن التطورات الداخلية الأخيرة تعيد التأكيد على حجم التعقيد السياسي والعسكري في غزة حيث لا يقتصر الصراع على معادلة الاحتلال والمقاومة بل يمتد ليشمل تفاعلات داخلية تتسم بالعنف والانقسامات الحادة والتصفيات المتبادلة

وتُطرح تساؤلات حقيقية حول مستقبل القطاع في ظل غياب قيادة موحدة ورؤية وطنية جامعة تعيد بناء الثقة داخل النسيج الفلسطيني وتفصل بين الحسابات الفئوية والمشروع الوطني

وتُظهر هذه الأزمة مدى هشاشة الوضع الأمني في غزة وخطورة تحوله إلى صراع أهلي مفتوح في حال استمرار ظهور جماعات مسلحة تتلقى دعماً خارجياً وتقاتل داخل الجغرافيا الفلسطينية بأجندات تتناقض جذرياً مع فكرة التحرر الوطني

السلطة الفلسطينة والصمت تجاة تصريحات ابوشباب

من جهتها لم تصدر السلطة الفلسطينية بيانًا رسميًا بعد حول تصريحات أبو شباب رغم ذكره وجود تنسيق معها وهو ما قد يفتح الباب أمام موجة انتقادات قادمة سواء داخليًا أو على مستوى الفصائل الوطنية

تتجه الأنظار الآن إلى ما ستؤول إليه هذه الأزمة بين حماس والقوات الشعبية وهل سينجح الاحتلال في استثمار هذا الشرخ لصالحه أم تنجح فصائل المقاومة في وأد هذه المحاولة الداخلية التي تصفها بـ"الطعن من الظهر"

الواضح أن غزة باتت على صفيح ساخن وأن القادم يحمل المزيد من التصعيد والانقسام ما لم يتم احتواء الموقف سريعًا عبر جهود فلسطينية موحدة تضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار