أطردوها مثل الكلبة”.. ترامب يطالب بطرد صحفية من CNN بسبب تغطيتها للضربات النووية في إيران

أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عاصفة من الجدل بعد هجومه العنيف على الصحفية ناتاشا برتراند من شبكة CNN، مطالبًا بطردها من عملها بسبب ما وصفه بـ"نشر الأكاذيب" حول حجم الدمار الذي خلفته الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.
وقال ترامب، في منشور مثير للجدل عبر منصته الخاصة "Truth Social":
"يجب طرد ناتاشا برتراند من CNN، إنها تُروّج لأخبار كاذبة منذ ثلاثة أيام. يجب توبيخها فورًا ثم طردها مثل الكلبة".
واستكمل ترامب هجومه بالقول إن الصحفية "كذبت بشأن المنشآت النووية"، وقللت من دور الطيارين الأمريكيين الذين نفذوا الهجمات، مشددًا على أنهم "قاموا بعمل رائع"، وأن "تشويه صورتهم أمر غير مقبول".
تدمير غير مسبوق لمنشآت إيرانية
وكانت إسرائيل قد شنت، فجر يوم 13 يونيو الجاري، هجومًا عسكريًا موسعًا استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني، في عملية وصفت بأنها الأعنف منذ سنوات. وتوالت الغارات الجوية على مناطق مختلفة داخل إيران، بما في ذلك العاصمة طهران، وأسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين الكبار، بينهم رئيس أركان الجيش الإيراني وقيادات من فيلق الحرس الثوري، إضافة إلى عدد من علماء الفيزياء النووية.
وقد أعقب ذلك مشاركة أمريكية مباشرة في القصف، حيث استهدفت واشنطن منشآت نووية إيرانية بضربة منفردة في 22 يونيو، لترد طهران لاحقًا بصواريخ على قاعدة العديد الأمريكية في قطر.
الصحافة تحت النار.. هل تجاوز ترامب الخطوط الحمراء؟
تغطية ناتاشا برتراند، التي وصفت الضربات بأنها "لم تحقق أهدافها بالكامل"، أثارت غضب ترامب، الذي اعتبر أن التقارير "تقلل من إنجازات الطيارين الأمريكيين"، وتدعم ما وصفه بـ"الخطاب الإيراني المضلل". وقد أثار استخدام ترامب لعبارة "طردها مثل الكلبة" موجة انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، بين من اعتبرها "انتهاكًا صارخًا لأخلاقيات الخطاب السياسي" ومن أيد موقفه ضد الإعلام الذي يصفه مرارًا بـ"عدو الشعب".
منشآت سرية رغم الدمار؟
في سياق موازٍ، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا مثيرًا كشف عن اعتقاد بعض المسؤولين الإسرائيليين أن إيران لا تزال تحتفظ بمنشآت صغيرة وسرية لتخصيب اليورانيوم، تم إنشاؤها تحسبًا لضرب منشآتها النووية الكبرى. ما يعزز المخاوف من أن البرنامج النووي الإيراني لم يُشل بالكامل، رغم الهجمات العنيفة.
وقف إطلاق نار هشّ.. وسؤال عن مستقبل التصعيد
وكان ترامب قد أعلن، مساء الإثنين، عن موافقة إيران وإسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار، بعد 12 يومًا من المواجهة الدامية. لكن تصاعد التراشق الإعلامي، واستمرار التحذيرات من وجود منشآت إيرانية غير مدمّرة، يضع علامات استفهام حول مدى استقرار هذا الهدوء، وإن كان مجرد هدوء ما قبل العاصفة.