تقرير استخباراتي أمريكي صادم يكشف الحقيقة: ضربات إيران النووية أخّرت البرنامج أشهرًا فقط

بعد مرور ساعات قليلة من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز عن نتائج صادمة لتقرير استخباراتي أولي أعدته وزارة الدفاع الأمريكية حول آثار الهجمات على منشآت إيران النووية
وبحسب ما نقلته ثلاثة مصادر مطلعة فإن التقييم الذي أعدته وكالة مخابرات الدفاع التابعة للبنتاجون أشار إلى أن الهجمات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة بمشاركة إسرائيل على منشآت نووية إيرانية مطلع الأسبوع لم تحقق النتائج التي تم الترويج لها
الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية لم تكن حاسمة ولم تؤد إلى القضاء التام على قدرات إيران النووية
وأوضح مصدران من المطلعين على التقرير أن الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية الإيرانية وعلى رأسها منشآت فوردو ونطنز وأصفهان لم تكن حاسمة ولم تؤد إلى القضاء التام على قدرات إيران النووية كما أعلنت الإدارة الأمريكية
وبحسب التقييم فإن البرنامج النووي الإيراني ربما تأخر لشهرين أو ثلاثة على أقصى تقدير ولم يتم تدمير مخزونات اليورانيوم المخصب التي تمثل جوهر المشروع النووي لطهران
نتائج الضربات الأمريكية الحقيقية تتعارض مع تصريحات ترامب
هذه النتائج تتعارض بشكل مباشر مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الدفاع بيت هيغسيث اللذين أكدا في وقت سابق أن الهجمات كانت قاضية وأنها دمرت البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل
وقال ترامب إن العملية العسكرية كانت ضرورية وعاجلة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي في المستقبل القريب كما شدد على أن بلاده نفذت هذه الضربات بالتنسيق الكامل مع إسرائيل في إطار حملة مشتركة ضد التهديد الإيراني
الضربات التي شملت قنابل خارقة للتحصينات وأسلحة تقليدية لم تصب عمق البرنامج النووي الإيراني
إلا أن التقرير الاستخباراتي الذي لم يُعلن رسميا حتى الآن أشار إلى أن الضربات التي شملت قنابل خارقة للتحصينات وأسلحة تقليدية لم تصب عمق البرنامج النووي الإيراني كما كان متوقعا
وأكد أحد المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويته أن هناك خلافات واسعة داخل أجهزة الاستخبارات والدفاع حول دقة الأهداف التي تم ضربها والنتائج الحقيقية على الأرض
صعوبات ميدانية كبيرة في تحديد مدى تضرر أجهزة الطرد المركزي
كما لفت المصدر إلى أن تقييم الأضرار في مواقع فوردو ونطنز ونقاط أخرى ما زال قيد التحقق وأن هناك صعوبات ميدانية كبيرة في تحديد مدى تضرر أجهزة الطرد المركزي أو المنشآت المرتبطة بتخصيب اليورانيوم
اللافت أن هذا التقييم يأتي في وقت تتصاعد فيه الأصوات المعارضة داخل المؤسسات الأمنية الأمريكية التي تشكك في نجاعة العملية من الناحية الاستراتيجية وفي التوقيت الذي اختاره ترامب لتوجيه ضربة بهذا الحجم خاصة وسط أجواء مشحونة بالمنطقة
الضربات أدت الي نتائج عكسية وتمنح طهران مبررات لإعادة تسريع وتيرة برنامجها
وبينما تصر إدارة ترامب على أن الهجمات حققت أهدافها ترى بعض مراكز القرار الأمني والاستخباراتي في واشنطن أن ما حدث قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويمنح طهران مبررات لإعادة تسريع وتيرة برنامجها النووي بدلاً من تجميده
من جهة أخرى لا تزال إيران تنفي بشكل قاطع سعيها إلى امتلاك سلاح نووي وتصر على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط وهو ما أكده مراراً مسؤولون إيرانيون خلال الأيام الماضية
الحرب الإعلامية والمعلوماتية لا تقل شراسة عن الهجوم العسكري
ويخشى مراقبون من أن تتسبب هذه الضربات إذا تبين محدودية أثرها في تصعيد جديد خاصة إذا استغلت طهران ما تعتبره فشلاً أمريكياً لتوجيه رسائل داخلية وخارجية عن قدرتها على امتصاص الهجمات واستمرارها في تطوير برنامجها النووي
يبقى أن التقييم النهائي لما جرى لم يُحسم بعد لكن المؤكد أن الحرب الإعلامية والمعلوماتية لا تقل شراسة عن الهجوم العسكري وأن الكلمة الأخيرة قد تكون بيد الوقائع الميدانية لا التصريحات