الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

طهران تحتفل وتل أبيب تزغرد وكل طرف يعلن انتصاره في حرب لم ينتصر فيها سوى التصعيد بالمنطقة

بزشكيان ونتنياهو بعلامات النصر
-

انتهت الحرب وبدأت معركة التصريحات هذه هي خلاصة المشهد الذي خيّم على منطقة الشرق الأوسط بعد اثني عشر يوما من التصعيد العسكري المحسوب حسب مراقبون بين إسرائيل وإيران حيث دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الثلاثاء لكن معركة الأحتفال بالنصر لم تهدأ على الجانبين

من الذي انتصر فعلا ومن الذي خسر؟

في طهران خرج الآلاف إلى الشوارع احتفالا بما وصفه الإعلام الرسمي بالنصر التاريخي على إسرائيل بينما امتلأت تل أبيب بمظاهر البهجة بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب سجلت انتصارا حاسما على طهران وبين هذا وذاك انشغل المراقبون بالتساؤل من الذي انتصر فعلا ومن الذي خسر

نتنياهو : لقد نجحنا في صد هجوم إيراني واسع ومنعنا إيران من تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية

نتنياهو في خطاب متلفز وجهه إلى الإسرائيليين مساء الثلاثاء لم يتردد في وصف نتيجة الحرب بأنها انتصار تاريخي وقال لقد نجحنا في صد هجوم إيراني واسع ومنعنا إيران من تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية مضيفا أن طهران لن تتمكن من امتلاك السلاح النووي

الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ – DW – 2024/4/19

وبعد إعلان الهدنة أعلن الجيش الإسرائيلي رفع جميع القيود التي كانت مفروضة على الحركة العامة وأماكن العمل والتعليم منذ بداية الحرب كما أصدرت هيئة المطارات في إسرائيل بيانا أعلنت فيه استئناف حركة الطيران بشكل كامل في مطاري بن غوريون وحيفا

مسعود بزشكيان: إيران خرجت من هذه الحرب أكثر تماسكا وقدرة على الردع

على الجهة المقابلة لم يتأخر الرد الإيراني كثيرا حيث خرج الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مساء اليوم ذاته برسالة مكتوبة موجهة إلى الشعب الإيراني هنأ فيها الجميع بما سماه الانتصار التاريخي مؤكدا أن إيران خرجت من هذه الحرب أكثر تماسكا وقدرة على الردع

وقال بزشكيان في رسالته إن حرب الاثني عشر يوما كانت مفروضة علينا من قبل إسرائيل لكننا واجهناها بصبر ووحدة شعبية أبهرت العالم وشدد على أن صمود الشعب الإيراني هو مفتاح الانتصار وأن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من التماسك الداخلي

تحليلات متباينة حول نتائج المعركة

الإعلام الرسمي في البلدين لم يكن أقل حماسة حيث نقلت القنوات الرسمية في إيران مشاهد لاحتفالات في العاصمة طهران ومدن أخرى بينما نشرت الصحف الإسرائيلية عناوين تعكس الثقة بالانتصار السياسي والعسكري وسط تحليلات متباينة حول نتائج المعركة

لكن بعيدا عن لغة البيانات والخطب الاحتفالية يطرح محللون في المنطقة تساؤلات جوهرية حول الجدوى الفعلية لما حدث خلال اثني عشر يوما من القصف المتبادل الذي خلّف مئات القتلى والجرحى بين الطرفين وتسبب في تدمير أجزاء من البنية التحتية في إيران وإسرائيل

صمت العواصم الخليجية التي تابعت التطورات بقلق بالغ دون أن تكون طرفا

وفي الوقت الذي يتبارى فيه القادة في طهران وتل أبيب بإعلان النصر بدا لافتا صمت العواصم الخليجية التي تابعت التطورات بقلق بالغ دون أن تكون طرفا مباشرا في النزاع بل اكتفت بالمراقبة والدعوات للتهدئة

ويرى مراقبون أن المشهد الحالي يمكن تلخيصه بأن المتحاربين أعلنوا النصر ولكن المتفرجين في الخليج وربما في مناطق أخرى هم من دفعوا فاتورة القلق والاضطراب الاقتصادي والسياسي جراء هذه الحرب السريعة

الجانبان يسعيان لتوظيف المشهد داخليا من أجل تعزيز المواقف السياسية

الواقع يؤكد أن حرب التصريحات لن تقل حدة عن المعركة العسكرية فالجانبان يسعيان لتوظيف المشهد داخليا من أجل تعزيز المواقف السياسية وبث روح الثقة في الشارع المحلي

وبينما عاد الهدوء النسبي إلى المدن الإسرائيلية والإيرانية إلا أن المنطقة برمتها ما زالت على صفيح ساخن في ظل غياب حلول دبلوماسية مستدامة وتنامي خطاب التحدي بين العواصم الكبرى

ويبقى السؤال الذي لم يجب عليه أحد حتى الآن من انتصر فعلا في هذه الحرب وهل كان النصر في عدد القتلى أم في عدد البيانات وهل خرجت إسرائيل أقوى أم أن إيران عززت مكانتها في محور المقاومة وهل الخاسر الحقيقي هو من شارك في المعركة أم من اكتفى بالصمت

في النهاية هي حرب بلا فائز واضح سوى منطق التصعيد في منطقة تزداد هشاشة يوما بعد يوم فيما ينتظر الملايين في الشرق الأوسط أن يأتي يوم يكون فيه إعلان وقف النار مقدمة لحوار حقيقي لا بداية لجولة جديدة من حرب بلا نهاية