علي مسئولية لـ”سي إن إن” :مسؤول إيراني ينفي علم طهران بأي اتفاق لوقف إطلاق النارو الحرب لم تنتهِ بعد

في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق نهائي وشامل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران خرجت طهران لتنفي علمها بأي مقترح رسمي حول ذلك، مؤكدة أنها لا ترى سببًا لوقف القتال في هذه المرحلة. وجاء النفي عبر تصريح لمسؤول إيراني رفيع لشبكة "سي إن إن"، ليضفي غموضًا على مستقبل التهدئة التي روّج لها ترامب في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء.
المسؤول الإيراني، الذي لم يُفصح عن اسمه، أوضح أن بلاده "لم تتلقَ أي عرض رسمي أو مقترح مكتوب بشأن وقف إطلاق النار، ولا ترى ضرورة لذلك في الوقت الراهن"، مضيفًا أن "إيران ستواصل ضرباتها حتى يتحقق سلام دائم، ولن تصغي لأكاذيب الأعداء" في إشارة إلى تصريحات الولايات المتحدة وإسرائيل.
النفي الإيراني يعكس واقعًا أكثر تعقيدًا
وجاء هذا التصريح بعد إعلان ترامب التوصل إلى ما وصفه بـ"اتفاق تاريخي" ينهي ما سماه "حرب الإثني عشر يوماً"، مؤكدًا أن إيران ستبدأ أولًا بوقف إطلاق النار، تليها إسرائيل بعد 12 ساعة على أن يتم إعلان نهاية الحرب رسميًا في منتصف الليل بتوقيت القدس.
لكن النفي الإيراني يعكس واقعًا أكثر تعقيدًا، خصوصًا بعد تأكيد الحرس الثوري الإيراني أنه استهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر ضمن عملية "بشارة الفتح"، كرد على الضربات الأمريكية التي دمرت ثلاثة مواقع نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز.
رغبة أمريكية في تسويق تهدئة إعلامية دون اتفاق ميداني حقيقي
ويشير مراقبون إلى أن تضارب الروايات بين واشنطن وطهران قد يُظهر رغبة أمريكية في تسويق تهدئة إعلامية دون اتفاق ميداني حقيقي، خاصة أن المسؤول الإيراني اعتبر تصريحات ترامب "خدعة تهدف لتبرير مزيد من الهجمات على مصالح إيران"، مضيفًا أن "العدو يرتكب عدوانًا ضد إيران في هذه اللحظة، وطهران تستعد لتصعيد انتقامي".
وفي ظل هذه التصريحات المتعارضة، يزداد الغموض حول ما إذا كانت المنطقة مقبلة على تهدئة فعلية، أم أن المشهد يتجه نحو موجة جديدة من التصعيد. فبينما تحاول واشنطن الإيحاء بانتصار سياسي عبر "اتفاق سلام"، تؤكد طهران أن المعركة لم تنتهِ، وأنها لا تزال ترد على ما تصفه بـ"العدوان الأمريكي الصارخ".
مستقبل الاستقرار الإقليمي معلقًا على ميزان الردع بين طهران وواشنطن
وبينما تترقب العواصم الخليجية نتائج هذا التصعيد، وتداعيات استهداف قواعد أمريكية مثل "العديد" يبقى مستقبل الاستقرار الإقليمي معلقًا على ميزان الردع بين طهران وواشنطن، وسط غياب ثقة واضح بين أطراف النزاع.