الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

تفاهم ايلاان وامريكا لابتزاز الخليج

هل تحولت القواعد الأمريكية في الخليج إلى عبء استراتيجي وامني بعد استخدامها لتخويف دول الخليج ؟

جرب ايران ودول الخليج
-

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد 12 يومًا من تصعيد عسكري غير مسبوق شهد تبادلًا مكثفًا للضربات الجوية والصاروخية. وبينما رحبت أطراف دولية عديدة بهذا الاتفاق كخطوة نحو الاستقرار، أثيرت تساؤلات حادة في أوساط الرأي العام العربي والخليجي حول دلالات هذا التهدئة السريعة، وما إذا كانت قد تمت بتفاهم أمريكي إيراني غير معلن على توجيه الضربات إلى قواعد أمريكية في الخليج بدلًا من التصعيد المباشر.

ضربة قطر رسالة محسوبة توحي بأن هناك تنسيقًا خلف الكواليس

ففي أعقاب الضربات الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية نفذ الحرس الثوري الإيراني عملية "بشارة الفتح" مستهدفًا قاعدة العديد الأمريكية في قطر بهجوم صاروخي "قوي ومدمر" على حد وصف البيان الرسمي الإيراني. لكن اللافت في الهجوم الإيراني أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا في صفوف الجنود الأمريكيين أو القطريين، وهو ما أكده ترامب لاحقًا في منشوره على منصة تروث سوشال. واعتبر مراقبون هذه الضربة بمثابة رسالة محسوبة توحي بأن هناك تنسيقًا خلف الكواليس لتفريغ الغضب الإيراني دون كسر قواعد الاشتباك مع واشنطن.

طهران أخطرت مسبقًا بموعد الضربة

توصيف ترامب للرد الإيراني بأنه ضعيف، وإشارته إلى أن طهران أخطرت مسبقًا بموعد الضربة أعاد إلى السطح نقاشًا قديمًا حول القنوات الخلفية التي تعتمدها واشنطن وطهران في إدارة الأزمات، بعيدًا عن الخطاب الإعلامي الصدامي. وفي هذا السياق، اعتبر مراقبون أن ما جرى هو "تفاهم ناعم" يسمح بردود رمزية في مناطق متفق عليها مسبقًا.

رعب في دول الخليج

لكن التداعيات الأوسع طالت دول الخليج العربي، حيث دفع الهجوم الإيراني إلى إغلاق المجال الجوي مؤقتًا في قطر والبحرين والإمارات، كما أعلنت شركة مصر للطيران تعليق رحلاتها إلى مدن الخليج حتى إشعار آخر. هذا التطور أثار قلقًا خليجيًا متناميًا من أن تتحول القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة إلى أهداف مباشرة في صراع أكبر بين واشنطن وطهران، ما يجعل الدول المضيفة شريكة في الخطر دون أن تكون شريكة في القرار.

القواعد الأمريكية تحولت إلى عبء استراتيجي علي دول الخليج

ويرى محللون أن القواعد الأمريكية التي كانت تعتبر مظلة أمنية لدول الخليج منذ عقود بدأت تتحول إلى عبء استراتيجي حيث باتت عرضة للهجمات الإيرانية وتسببت في اضطراب الملاحة الجوية وحالة طوارئ إقليمية. كما أن الرأي العام الخليجي بدأ يطرح تساؤلات جدية حول جدوى استمرار هذه القواعد في ظل تحولها إلى أهداف عسكرية في أوقات الأزمات.

اعادة الحسابات مطلوبة الان

وفي ظل الحديث المتكرر عن انسحاب أمريكي تدريجي من المنطقة والتركيز على المحيط الهادئ، قد تعيد بعض دول الخليج حساباتها الاستراتيجية تجاه التموضع الأمريكي، وتدرس خيارات تنويع التحالفات الأمنية، بعيدًا عن الارتهان الكامل للولايات المتحدة.

إعادة تقييم شاملة للدور الأمني الأمريكي في المنطقة

فإن ما بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل لن يكون كما قبله بالنسبة لدول الخليج. فالهجمات التي استهدفت قواعد أمريكية من أراضيها أثبتت أنها لم تعد مجرد أدوات ردع بل باتت "كعب أخيل" استراتيجي، وقد تدفع ثمن وجودها الشعوب قبل الحكومات ما يستوجب إعادة تقييم شاملة للدور الأمني الأمريكي في المنطقة وآفاق العلاقة معه.