الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

الصين وروسيا يدخلان علي خط الازمة

ضربات أمريكية إسرائيلية على إيران.. وموسكو وبكين تحذّران من ”انفجار إقليمي وشيك”

طائرات حربية
-

شنت القوات الأمريكية والإسرائيلية ضربات جوية مركزة ضد مواقع عسكرية داخل إيران، في وقت متأخر من ليل الأحد 22 يونيو/ 2025، وسط تفعيل غير مسبوق للدفاعات الجوية الإيرانية وتحذيرات دولية من مغبة استمرار التصعيد.

طائرات أمريكية وإسرائيلية تستهدف العمق الإيراني

وأفادت وكالات أنباء دولية بأن الهجمات استهدفت مستودعات أسلحة ومواقع لصواريخ أرض-جو وطائرات مسيرة في مناطق متعددة من إيران، بينها العاصمة طهران، ومدينة بندر عباس جنوبًا، وتبريز وشيراز وقم، حيث شوهدت الانفجارات تهز السماء وسط حالة من الذعر بين المدنيين.

وذكرت مصادر أمنية أن الضربات تمت بمشاركة طائرات F-35 إسرائيلية وأخرى أمريكية من طراز B-2 محمّلة بالقنابل الخارقة للتحصينات، في إشارة إلى استهداف محتمل لمنشآت نووية تحت الأرض، مثل منشأة "فوردو" الشهيرة.

إيران تتوعد بالرد: قواعد أمريكية وإسرائيلية في مرمى النيران

في أول رد رسمي، أكد الحرس الثوري الإيراني أن "هذه الاعتداءات لن تمر دون رد"، مشيرًا إلى أن "كل القواعد الأمريكية في الخليج، والمنشآت الحيوية في إسرائيل، أصبحت الآن أهدافًا مشروعة".

وقال المتحدث باسم القوات الجوية الإيرانية إن الدفاعات الجوية "أسقطت عددًا من الطائرات المسيّرة، وتصدت لصواريخ معادية في مناطق متعددة"، مؤكدا أن الهجمات "أسفرت عن أضرار مادية فقط، دون تسجيل خسائر بشرية كبيرة".

روسيا والصين تدق ناقوس الخطر: أوقفوا التصعيد فورًا

وفي تحرك دبلوماسي عاجل، أصدرت روسيا والصين تحذيرًا مشتركًا نادرًا، أعربتا فيه عن "قلقهما البالغ من تصعيد الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى"، داعيتين إلى "وقف فوري لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات".

وحذرت الخارجية الروسية في بيانها من أن "استمرار الهجمات على إيران سيؤدي إلى انفجار كبير في الشرق الأوسط قد يخرج عن السيطرة"- فيما وصفت الصين التصعيد بـ"الخطير والمتهور"، مؤكدة أنه "يهدد أمن الطاقة العالمي واستقرار الملاحة في مضيق هرمز".

اجتماعات طارئة في مجلس الأمن وتحرك عربي مرتقب

في المقابل، طلبت عدة دول عربية، وعلى رأسها الجزائر والعراق وسوريا، عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لبحث "العدوان المستمر على دولة عضو في الأمم المتحدة"، بينما لوّحت إيران بتفعيل اتفاقيات دفاعية مع حلفائها الإقليميين في حال استمرار التصعيد.

من جهة أخرى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى "أقصى درجات ضبط النفس" محذرًا من "انهيار الأمن الإقليمي والدولي في حال تحوّل التصعيد إلى مواجهة مفتوحة".

الهدف الحقيقي: المشروع النووي الإيراني؟

ويرى مراقبون أن الهدف الأبرز من هذه الضربات هو كبح قدرات إيران النووية والتقنية، خصوصًا بعد إعلان طهران تحقيق نسب تخصيب مرتفعة في منشأة فوردو في تحدٍ واضح للاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن سابقًا.

وتوقعت مراكز بحثية غربية أن تتواصل الهجمات خلال الأيام المقبلة إذا لم يُفتح مسار تفاوض جديد يضمن تجميد البرنامج النووي الإيراني، وهي المعادلة التي ترفضها طهران دون رفع كامل للعقوبات.

الشرق الأوسط على فوهة بركان

في ظل هذا التصعيد الثلاثي الخطير، يقف الشرق الأوسط على حافة الانفجار، فالمعادلة الآن لم تعد مجرد ضربات محدودة، بل تضع الإقليم أمام خيارين: إما تسوية سياسية شاملة، أو حرب مفتوحة لا تُعرف حدودها ولا نتائجها.

وما يزيد الوضع تعقيدًا هو دخول قوى كبرى مثل روسيا والصين على خط الأزمة وتحرك شعبي واسع في عدد من العواصم العربية والإسلامية تنديدًا بالعدوان على إيران، والدعوة إلى كبح جماح إسرائيل والولايات المتحدة قبل فوات الأوان.