قصف إيراني يستهدف مواقع استراتيجية في تل أبيب وحيفا بصواريخ ”قدر F” وطائرات مسيّرة

أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني- صباح اليوم- أن الموجتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة من عملية "الوعد الصادق 3" قد شهدتا ضربات نوعية استهدفت عمق الأراضي المحتلة وتحديدًا مواقع عسكرية واستراتيجية في مدينتي تل أبيب وحيفا مؤكدًا أن العملية مستمرة وستتسع رقعتها في الساعات القادمة.
14 هدفًا استراتيجيًا تحت القصف الإيراني
وفي التفاصيل ذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن الموجة الثامنة عشرة من الضربات الصاروخية أصابت بدقة 14 موقعًا عسكريًا واستراتيجيًا في الأراضي المحتلة، وشملت أهدافًا في مراكز القيادة والتحكم كما شملت الضربات مخازن الذخيرة ومقار تابعة لوحدات الاستخبارات والسايبر لدي دولة الأحتلال.
أبرز هذه الأهداف كان برج الشراع (Sail Tower) في وسط مدينة حيفا والذي يضم مكاتب تابعة لشركات برمجيات وأمن إلكتروني مرتبطة بوزارة الحرب الإسرائيلية، من ضمنها شركة AI12 Labs المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي العسكري والتي يُعتقد أنها لعبت دورًا في تطوير أنظمة التصدي للطائرات المسيّرة.
وقد استُهدف البرج بصاروخ إيراني بعيد المدى من طراز "قدر F" والذي يتميز بدقة إصابة عالية وقدرة اختراق قوية مما جعله سلاحًا مثاليًا لضرب المنشآت المحصّنة والعمارات التي تضم قيادات عسكرية.
بداية الموجة التاسعة عشرة: طائرات مسيّرة تضرب العمق
من جانبه، صرّح العميد نائيني نائب قسم العلاقات العامة في قوات الحرس الثوري- أن الموجة التاسعة عشرة من العملية قد بدأت فجر اليوم بإطلاق مكثف لطائرات مسيّرة هجومية وانتحارية، استهدفت مواقع عسكرية وبنى تحتية حساسة من شمال الأراضي المحتلة إلى جنوبها.
وأكد العميد نائيني أن العملية "بإذن الله ستكون ممتدة ومتواصلة" وتهدف إلى إرباك القيادة العسكرية الإسرائيلية وزعزعة استقرارها الدفاعي والأمني، لا سيّما بعد العجز الواضح في التصدي للهجمات السابقة.
أهداف نوعية ورسائل سياسية
المحللون العسكريون رأوا في هذه الضربات تطورًا نوعيًا في قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل، خاصة مع استهداف منشآت تعتبر "عصبًا تكنولوجيًا" للأمن القومي الإسرائيلي. كما تعكس هذه الهجمات رسالة واضحة للولايات المتحدة بأن طهران تمتلك القدرة على ضرب مصالح حليفتها الرئيسية في الشرق الأوسط دون الحاجة لوساطة طرف ثالث.
كما أن دمج الصواريخ والطائرات المسيّرة في موجات متتالية يكشف عن تطور في المنظومة الهجومية الإيرانية التي تسعى لتجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بتكتيك "الضربة المركبة" مما يفتح الباب أمام تحول نوعي في طبيعة المعركة.
اتجاهات التصعيد: إلى أين تتجه الحرب؟
حتى الآن، لا توجد مؤشرات واضحة على نية التهدئة- بل تشير كافة التصريحات الإيرانية إلى أن الضربات ستتواصل. في المقابل، لم تُعلن إسرائيل عن حجم الخسائر، لكنها فرضت تعتيما إعلاميا كاملا على نتائج الضربات الأخيرة، مع تزايد التحركات العسكرية في مناطق الوسط والشمال.
المراقبون يرون أن استمرار إيران في استهداف مواقع عسكرية استراتيجية في العمق الإسرائيلي قد يدفع تل أبيب للرد بشكل أكثر عنفًا، وربما باتجاه ضرب منشآت نووية في فوردو أو أراك، ما يضع الشرق الأوسط على حافة حرب إقليمية شاملة.
حرب استنزاف دقيقة ومدروسة بين طرفين لا يتراجعان
عملية "الوعد الصادق 3" تجاوزت مرحلة المناوشات، وتحولت إلى حرب استنزاف دقيقة ومدروسة بين طرفين لا يتراجعان. وبينما تتحدث إيران عن امتداد وتواصل للهجمات، تلوذ إسرائيل بالصمت، وتتهيأ لحرب قد تتخطى كل حدود الاشتباك التقليدي، وتنذر بتحولات عميقة في شكل الصراع الجيوسياسي في المنطقة.