الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

فكرة جديدة من إيران: ”إعادة” جواسيس الموساد إلى إسرائيل بصواريخ دقيقة!

صاروخ ايراني وجاسوس
-

أثار نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الجدل بعد تداول صورة وتعليق ساخر يقول: "هذا عميل للموساد، قبضت عليه أجهزة الأمن الإيرانية وقررت السلطات إعادته إلى فلسطين المحتلة... برفقة هذا الصاروخ!"، في إشارة إلى الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة التي استهدفت تل أبيب ومناطق أخرى داخل إسرائيل.

بين الحقيقة والمجاز: فكرة جديدة.. تسخر من الجيش الذي لايقهر

هذه العبارة الساخرة التي تحولت إلى شعار شعبي في إيران والبلدان المتحالفة معها، جاءت عقب إعلان الحرس الثوري الإيراني عن موجات متتالية من الضربات الصاروخية ضد أهداف داخل إسرائيل، في إطار عملية "الوعد الصادق 3"، والتي تم تنفيذها ردًا على اغتيالات نُسبت إلى جهاز "الموساد" الإسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية، بما في ذلك تفجيرات وعمليات تخريب طالت منشآت حساسة وعلماء بارزين.

وما إن بدأ تداول هذا التصريح الافتراضي عبر الصور والمنشورات، حتى اجتاحت مواقع التواصل تعليقات تؤيد هذه الفكرة الغريبة نوعًا ما، لكنها تعكس غضبًا شعبيًا عارمًا وسخرية لاذعة من دور الموساد في المنطقة، وخصوصًا في إيران وسوريا ولبنان.

الترحيل الصواريخي... رد على الاغتيالات

بحسب مصادر إيرانية غير رسمية، فإن بعض الهجمات الأخيرة على تل أبيب وحيفا كانت موجهة بعناية ضد مواقع استخباراتية إسرائيلية، وذلك في رد واضح على التوغلات الاستخباراتية التي يُتهم بها الموساد في المنطقة، وكان أبرزها الهجوم على "محسن فخري زاده" عام 2020، والهجمات التي طالت منشآت نووية مثل نطنز.

فكرةجديدة.. أم تصعيد خطير؟

التعبير الذي وصف هذا السلوك الإيراني بـ"السنة الحسنة" يعكس، وإن بصورة رمزية، تبني محور المقاومة استراتيجية الردع الاستباقي، بحيث يتم التعامل مع الجواسيس والعملاء لا عبر محاكم وسجون، بل عبر "إعادتهم" بطريقتهم الخاصة إلى أرض من أرسلتهم، في رسالة مفادها أن "الرد سيكون مدمرًا... ومهينًا أيضًا".

لكن مراقبين حذروا من خطورة تسويق هذه الأفكار وإن كانت ساخرة لأنها قد تساهم في تعقيد القنوات الدبلوماسية، وإثارة غضب المجتمع الدولي الذي لا يزال يسعى لاحتواء الأزمة المتصاعدة بين طهران وتل أبيب، خاصة بعد استهداف مطار بن جوريون ومنشآت استراتيجية أخرى داخل إسرائيل.

هل تحمل هذه "الفكرة" أبعادًا أوسع؟

في خلفية هذا التصريح الذي قد يبدو هزليًا في ظاهره، تكمن إشارات سياسية وأمنية شديدة اللهجة: فإيران لم تعد ترد فقط من خلال وسائل تقليدية، بل صارت تسعى إلى نقل رسائل رمزية عبر الإعلام والصور والتصريحات، تحمل مدلولات نفسية ومعنوية تهدف لتحطيم ثقة الداخل الإسرائيلي في قدرة حكومته على الحماية.

التهكم الإعلامي والردود الساخرة التي قد تكون أحيانًا أقوى تأثيرًا من الرصاص نفسه.

بين الحقيقة والدعاية، وبين الحرب النفسية والواقع الأمني، تُظهر هذه "الفكرة" الجديدة حجم التحول في أدوات المواجهة بين إيران وإسرائيل، والتي تجاوزت الصواريخ والطائرات، لتصل إلى حدود التهكم الإعلامي والردود الساخرة التي قد تكون أحيانًا أقوى تأثيرًا من الرصاص نفسه.

فهل ستُسجل "إعادة الجواسيس بالصواريخ" كرسالة حرب أم كفقرة ساخرة في كتاب الصراع الطويل بين الجانبين؟ الأيام القادمة وحدها تحمل الإجابة.