الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

إيران تعلن إنطلاق الموجة التاسعة من ”الوعد الصادق 3” ضد إسرائيل ويؤكد استمرار الهجمات حتى الفجر

صاروخ إيراني
-

في تصعيد غير مسبوق ضمن إطار العمليات العسكرية المستمرة، أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء الإثنين انطلاق الموجة التاسعة من عملية "الوعد الصادق 3" باتجاه أهداف إسرائيلية، مؤكداً أن العملية الحالية ستستمر بشكل متواصل حتى فجر الثلاثاء، وسط تحذيرات من موجة تدمير هي الأعنف حتى الآن.

وفي بيان رسمي بثته وسائل الإعلام الإيرانية، قال الحرس الثوري إن "الموجة التاسعة من عملية الوعد الصادق 3 تتكون من مزيج من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الانتحارية"، مشدداً على أن "العملية تُنفذ بقوة ساحقة ومدمرة، ولن يُسمح لإسرائيل بأن تنعم بالهدوء".

استمرار التصعيد وتوسيع نطاق الاستهداف

ويأتي هذا التطور في إطار عملية الرد الإيرانية الواسعة على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشآت نووية ومواقع سيادية داخل إيران في الأيام الماضية، وأدى إلى مقتل عدد من القيادات العسكرية والعلماء النوويين، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس أركان الجيش محمد باقري.

وبحسب مصادر عسكرية إيرانية، فإن الموجات السابقة من الهجمات قد ألحقت أضرارًا كبيرة بمواقع في تل أبيب، حيفا، ورحفوت، بما في ذلك منشآت عسكرية ومباني مدنية. وقد شهدت إسرائيل ليلة دامية في بات يام حيث ارتفع عدد القتلى إلى 9، فضلًا عن مئات المصابين والمفقودين، بحسب وسائل الإعلام العبرية.

عملية "الوعد الصادق 3" تدخل مرحلة جديدة

مع انطلاق الموجة التاسعة، بات واضحًا أن إيران تسعى لإدامة الضغط على إسرائيل على مدار ساعات الليل، وهو ما يُعد أسلوبًا تكتيكيًا هدفه استنزاف منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وخلق حالة من الإرباك الأمني المستمر، خاصة في المناطق المأهولة.

ويقول خبراء عسكريون إن إيران تعتمد مزيجًا هجوميًا يجمع بين الطائرات المسيرة منخفضة الارتفاع، والتي يصعب رصدها، والصواريخ الباليستية ذات الرؤوس المتفجرة الثقيلة، ما يجعل التصدي لها أمرًا بالغ الصعوبة، خاصة في حال تكرار الرشقات في توقيتات قصيرة ومتتالية.

رسالة الحرس الثوري: لا هدنة قبل كسر الردع

من خلال استمرار الموجات الهجومية، يوجه الحرس الثوري الإيراني رسالة مباشرة إلى إسرائيل وحلفائها الإقليميين والدوليين، مفادها أن إيران لم تعد ترضى بسياسة الردع المتبادل، بل قررت كسر قواعد الاشتباك التقليدية والدخول في مواجهة مفتوحة.

وقال المتحدث باسم الحرس الثوري في تصريح متزامن مع البيان العسكري:

"كل دقيقة تمر، تقترب إسرائيل من النهاية. عملية الوعد الصادق 3 ستستمر حتى تنفذ أهدافها بالكامل. إن استمرار العدوان يعني استمرار الرد، بلا سقف أو حدود".

موقف دولي متوجس

المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا، أعرب عن قلق بالغ من اتساع رقعة الصراع وتحوله إلى مواجهة إقليمية كبرى، خصوصًا بعد أن طالت الهجمات الإيرانية مواقع حيوية في العمق الإسرائيلي، وردت إسرائيل بقصف منشآت حساسة في إيران.

ولا تزال الدعوات لوقف إطلاق النار تواجه رفضًا إيرانيًا قاطعًا، حيث أبلغت طهران الوسطاء الإقليميين، وعلى رأسهم قطر وسلطنة عمان، بأنها غير مستعدة لأي تفاوض أو تهدئة قبل توقف كامل للهجمات الإسرائيلية ومحاسبة منفذيها.

إصرار طهران على خوض معركة استنزاف طويلة الأمد

الموجة التاسعة من "الوعد الصادق 3" تمثل تصعيدًا استراتيجيًا في مستوى الرد الإيراني، وتدل على إصرار طهران على خوض معركة استنزاف طويلة الأمد. وبينما تتعرض إسرائيل لقصف متواصل، تبقى المنطقة بأكملها على شفا تصعيد قد لا تُحمد عواقبه إذا لم يتم احتواؤه دبلوماسيًا في أقرب وقت.