الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

مسؤول لرويترز: إيران ترفض وقف إطلاق النار وتبلغ قطر وعُمان تمسكها بالرد على الهجمات الإسرائيلية

رد ايران علي اسرائيل.jpg
-

قال مسؤول إيراني مطلع لوكالة "رويترز" أن إيران أبلغت الوسيطين الإقليميين، قطر وسلطنة عمان، بأنها غير مستعدة للدخول في أي مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في الوقت الراهن، وذلك بسبب استمرار الهجمات الإسرائيلية على أراضيها.

وأكد المسؤول الأيراني أن القيادة الإيرانية ترى أن الوقت الحالي لا يناسب أي تسوية دبلوماسية، وأن إيران لن تقبل بأي وساطة أو تفاوض ما دامت إسرائيل تواصل ضرباتها، سواء في الداخل الإيراني أو على حلفائها في المنطقة.

إيران تشدد موقفها وسط التصعيد العسكري

وبحسب المصدر، فإن الاتصالات التي أجرتها الدوحة ومسقط خلال الأيام الماضية كانت تهدف إلى تهدئة التوتر وفتح نافذة للحوار بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي، لا سيما بعد الغارات المتبادلة التي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا، من بينهم كبار القادة العسكريين الإيرانيين ومدنيين، بينهم أطفال.

إلا أن الرد الإيراني كان قاطعًا، حيث شددت طهران على أن "العدو يجب أن يدفع ثمن جرائمه أولًا، قبل الحديث عن أي تهدئة"، وهو ما يعكس موقفًا متصلبًا في ظل التحولات الجارية على الساحة العسكرية والسياسية.

خلفية التصعيد الكبير

وكانت إسرائيل قد نفذت، فجر الجمعة الماضية، هجمات نوعية استهدفت منشآت نووية وعسكرية في عمق إيران، أبرزها منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، ما أدى إلى مقتل عدد من كبار القادة الإيرانيين، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، وفقًا لمصادر إسرائيلية وإيرانية متطابقة.

وردت إيران على الفور عبر عملية عسكرية أطلقت عليها "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها قواعد جوية ومواقع عسكرية إسرائيلية بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، معلنة أنها ستواصل ردها طالما استمرت الاعتداءات الإسرائيلية.

رسائل سياسية عبر الوسطاء

يُذكر أن كلًا من قطر وسلطنة عمان تلعبان دور الوسيط الإقليمي بين طهران وعواصم القرار الغربية، وتحديدًا واشنطن وتل أبيب، وقد نجحتا سابقًا في تسهيل اتفاقات تبادل سجناء وتفاهمات جزئية تتعلق بالملف النووي.

لكن يبدو أن التصعيد العسكري الأخير نسف أي إمكانية لنجاح الوساطات في الوقت الحالي، في ظل تمسك إيران بحق "الرد الحازم" ورفضها لأي صيغة تسوية لا تشمل وقف الهجمات بشكل كامل ومحاسبة من يقف وراءها.

انعكاسات إقليمية

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة غير مسبوقة من التوتر العسكري والسياسي، وسط تحذيرات أممية من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة إقليمية مفتوحة، قد تشمل أطرافًا إضافية مثل حزب الله في لبنان، والمليشيات المدعومة من إيران في اليمن وسوريا والعراق.

نقلة نوعية في موقف طهران السياسي والعسكري

تصريحات المسؤول الإيراني تكشف عن نقلة نوعية في موقف طهران السياسي والعسكري، حيث لم تعد تكتفي بالرد العسكري فقط، بل ترفض بشكل صريح أي حوار أو تفاوض في ظل استمرار ما تسميه "العدوان الإسرائيلي"، مما يضع المنطقة أمام خيارين فقط: التصعيد أو المواجهة الشاملة.