اصطفاف وطني في ايران
لاعب الفنون القتالية محمد هيباتي يعلن عودته إلى إيران للدفاع عن بلاده بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة

في أتخذ محمد هيباتي، لاعب الفنون القتالية المختلطة المعروف بلقب "الداغستاني الفارسي" قراره بالعودة إلى إيران للدفاع عن بلاده كخطوة رمزية قوية تعكس تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل في ظل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي أوقعت عشرات الضحايا بينهم أطفال وأثارت موجة غضب عارمة في الداخل الإيراني.
محمد هيباتي "الداغستاني الفارسي يغود من موسكو الي طهران
ويُعد هيباتي من أبرز المقاتلين الإيرانيين الذين خاضوا نزالات دولية ويحمل الجنسية الروسية بجانب جنسيته الإيرانية، ويقيم حاليًا في روسيا، إلا أن التطورات الأمنية الأخيرة دفعته إلى اتخاذ قرار العودة الطوعي، مُعلنًا عبر مقطع فيديو ومنشور على صفحاته الرسمية أنه سيغادر إلى طهران في الثامن والعشرين من الشهر الجاري للمشاركة في "الدفاع عن الشعب والوطن".
وقال هيباتي، البالغ من العمر 35 عامًا، في كلمته المؤثرة:
"قبل ساعة فقط، لقي نحو عشرين طفلًا بريئًا مصرعهم تحت الأنقاض في بلدنا! أرجو من الجميع أن يفتحوا أعينهم، هذا الأمر حقيقي وخطير، ويجب أن نتعامل معه بجدية".
وأضاف المقاتل الشهير بنبرة حاسمة:
"لستُ تابعًا لأي جهة حكومية أو عسكرية، لا أنتمي للحرس الثوري، لكنني إيراني، وشعبي الآن في خطر. هذا ما يكفي".
وأكد أن دوافعه إنسانية ووطنية، بعيدة عن أي أجندة سياسية، مشيرًا إلى أن استهداف الأبرياء وخاصة الأطفال يعكس حقيقة نوايا "العدو"، على حد تعبيره، قائلاً:
"العدو لا يستهدف فقط الحكومة، بل يسعى لتقسيم إيران وتدميرها بالكامل. لذلك علينا، كشعب، أن نتحد ونقف صفًا واحدًا
وفي رسالة موجهة إلى الداخل الإيراني والمجتمع الدولي، قال هيباتي:
"نعلم أن هناك مشكلات داخل الحكومة، وأن هناك من يشعر بالإحباط أو الغضب، لكن في هذه اللحظة بالذات، يجب أن نضع هذه الخلافات جانبًا. حياة الشعب الإيراني على المحك. الآن هو وقت الوحدة".
وفي نهاية رسالته، شدد محمد هيباتي على أنه لا يسعى للشهرة أو الدعاية، وإنما يرى أن عودته للوطن في هذا التوقيت "واجب وطني وأخلاقي"، مضيفًا
"سننتصر بإذن الله. إيران قوية وسنرد على من اعتدى على أطفالنا".
جاء تصريح هيباتي بعد أيام من هجمات جوية إسرائيلية واسعة النطاق على مواقع عسكرية ومنشآت استراتيجية داخل إيران - تسببت بحسب المصادر الإيرانية بمقتل عدد من المدنيين، بينهم أطفال وهو ما أثار موجة تعاطف داخلية ودعوات للتطوع والدفاع، وسط حالة استنفار أمني وعسكري شاملة.
رسالة رمزية قوية موجهة لكل الجاليات الإيرانية في الخارج
ويرى مراقبون أن إعلان رياضي معروف مثل محمد هيباتي العودة والمشاركة في الدفاع عن بلاده يمثل رسالة رمزية قوية موجهة لكل الجاليات الإيرانية في الخارج كما يُظهر حجم الحساسية الوطنية في الداخل الإيراني تجاه أي اعتداءات تُصيب المدنيين، وتحديدًا الأطفال.
كما يعكس تصريح هيباتي مدى اتساع نطاق التعبئة النفسية والشعبية داخل إيران، حتى بين المستقلين وغير المنتمين للنظام، مما يُنذر بمرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة بين طهران وتل أبيب، لا تقتصر فقط على الأنظمة، بل باتت تمتد إلى الشعوب والمجتمعات.
علامة على أن المرحلة القادمة من المواجهة قد تكون أكثر شمولًا
عودة "الداغستاني الفارسي" إلى طهران ليست مجرد خبر رياضي، بل هي علامة على أن المرحلة القادمة من المواجهة قد تكون أكثر شمولًا ووطنيًا من أي وقت مضى، في ظل تسارع الأحداث وتداخل الجبهات في الشرق الأوسط.