الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

الموساد يخترق صنعاء

تفاصيل عملية أغتيال إسرائلية فس صنعاء . استهداف رئيس أركان الحوثيين محمد الغماري

 عبدالكريم الغماري
-

قالت مصادر أمنية وإعلامية في العاصمة اليمنية صنعاء أنه تم تنفيذ إسرائيل أول عملية اغتيال جوية تستهدف قيادات بارزة في مليشيات الحوثي المدعومة من إيران عبر غارة ليلية دقيقة أصابت مقرًا سريًا استخباريًا في قلب العاصمة اليمنية صنعاء.

ةقالت المصادر إن الغارة الجوية التي وقعت عند الساعة 11 مساء السبت عندما تم أستهداف استهدفت مبنى سكني يُستخدم كمقر سري تابع لجهاز استخبارات المليشيات الحوثية حيث كان ينعقد اجتماع رفيع المستوى لقادة الصف الأول في الجماعة المسلحة.

وبحسب المعلومات الأولية، فإن رئيس هيئة الأركان العامة لمليشيات الحوثي، اللواء محمد عبدالكريم الغماري، كان متواجدًا داخل المبنى لحظة القصف، في حين أن باقي القيادات قد غادرت قبل نحو نصف ساعة من الضربة الجوية الدقيقة.

مصير غامض لمحمد عبدالكريم الغماري

ولا يزال مصير الغماري أحد أبرز القادة العسكريين في المليشيات الحوثية، غامضًا حتى اللحظة إذ تتكتم المليشيات على طبيعة إصابته أو مقتله، بينما رجحت المصادر تعرضه لإصابة مباشرة أو قاتلة جراء القصف. فيما تشير تقارير إسرائيلية إلى أن التحقق من نتائج العملية لا يزال جارياً من قبل الأجهزة الاستخباراتية.

هل أخترق الموساد الإسرائيلي جماعة الحوثي

وتؤكد المصادر أن هذا الاستهداف لم يكن ضربة عشوائية، بل اعتمد على معلومات استخباراتية عالية الدقة، تؤشر إلى اختراق عميق في صفوف الجهاز الأمني للمليشيات. وتابعت:

"وجود عناصر داخل الدوائر الضيقة للمليشيات تعمل لصالح الموساد بات احتمالاً جدياً بعد هذه العملية، وهو ما أثار هلعاً وقلقاً واسعاً داخل صفوف الحوثيين الذين باتوا يشكون في كل من حولهم".

وقد أثارت الغارة، التي يُعتقد أنها الأولى من نوعها في صنعاء، سلسلة انفجارات عنيفة هزت أرجاء العاصمة اليمنية، وسط تحليق مكثف للطيران في سماء المدينة. وقالت قناة "العين الإخبارية" نقلاً عن شهود عيان إن سكان الأحياء القريبة من الموقع شعروا باهتزازات قوية ناجمة عن شدة الضربة، فيما انتشرت عناصر أمنية تابعة للحوثيين بكثافة في محيط المكان بعد دقائق من القصف.

إسرائيل تكشف اهداف غارة صنعاء

وفي نفس السياق أكدت القناة 14 الإسرائيلية أن هدف الغارة هو قتل محمد عبد الكريم الغماري، معتبرة أن نجاح العملية يمثل "ضربة موجعة للحوثيين وللنفوذ الإيراني في اليمن"، خاصة في ظل الأنباء المتواترة عن وجود تنسيق إيراني حوثي لشن هجمات على المصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.

ويرى مراقبون أن هذه العملية تمثل تحولًا كبيرًا في قواعد الاشتباك بين إسرائيل ومحور إيران، وتحديدًا في اليمن الذي ظل حتى الآن ساحة عمليات غير مباشرة. إلا أن هذا الاستهداف يبعث برسائل متعددة، أبرزها أن تل أبيب لم تعد تكتفي بردع الهجمات من الخارج، بل باتت تتدخل بعمليات نوعية داخل عمق أراضي نفوذ خصومها.

مهندس المعارك الكبرى في مأرب والساحل الغربي

ويُعد الغماري من الأسماء الثقيلة في القيادة العسكرية للحوثيين وكان يُنظر إليه على أنه مهندس المعارك الكبرى في مأرب والساحل الغربي، كما أنه المسؤول المباشر عن التخطيط للعمليات الهجومية بالطائرات المسيرة والصواريخ ضد التحالف العربي بقيادة السعودية.

وفي حال تأكد مقتله، فإن ذلك سيشكل فراغًا قياديًا عسكريًا خطيرًا داخل الجماعة، ويخلط الأوراق في خضم التصعيد الإيراني الإسرائيلي الجاري، وسط مخاوف من ردود فعل انتقامية قد تشمل تصعيداً في مضيق باب المندب أو هجمات نوعية ضد أهداف إقليمية ودولية.

تصعيد غيرمسبوق في الحرب السرية بين إسرائيل وإيران ووكلائها

عملية استهداف محمد عبد الكريم الغماري في قلب العاصمة اليمنية، تكشف مستوى التصعيد غير المسبوق في الحرب السرية بين إسرائيل وإيران ووكلائها وتعيد تشكيل موازين القوة في منطقة الخليج والبحر الأحمر وسط توتر دولي وإقليمي يهدد بإشعال المزيد من المواجهات المفتوحة في ساحات جديدة.