إسرائيل تضع 4 من كبار قادة حماس على قوائم الاغتيالات: فمن هم؟

في تطور خطير يكشف عن استراتيجية إسرائيلية متصاعدة ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن إسرائيل وضعت أربعة من كبار قادة الحركة على رأس قوائم الاغتيال، وذلك عقب إعلانها الرسمي عن مقتل محمد السنوار، شقيق زعيم الحركة يحيى السنوار، وقائد "لواء رفح" محمد شبانة، في قصف استهدف نفقًا أسفل مجمع المستشفى الأوروبي بخان يونس جنوبي قطاع غزة.
ووفقًا لمصادر الصحيفة الأسرائيلية فإن هذه الخطوة تمثل تحولًا نوعيًا في نهج الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ممثلة في جيش الدفاع الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد)، الذين يركزون جهودهم حاليًا على تصفية أربعة قياديين تعتبرهم تل أبيب من "الناجين الكبار" في حماس، والمطلوب تصفيتهم بأي ثمن.
1. العز الدين الحداد.. القائد الذي نجا مرتين
في مقدمة القائمة يأتي العز الدين الحداد، قائد "لواء غزة" في الجناح العسكري لحماس. وتشير التقارير إلى أن الحداد كان مستهدفًا خلال عمليات سابقة في إطار المناورات العسكرية الإسرائيلية، إلا أنه نجا من القصف. كما نجا في فبراير الماضي من ضربة جوية استهدفت منزله في حي تل الهوى شمال مدينة غزة، وذلك استنادًا إلى معلومات استخبارية دقيقة قدمها "الشاباك".
وقبل أيام، وزّع الجيش الإسرائيلي منشورات على سكان غزة تحمل صورة الحداد وهو موضوع في مرمى المدفعية، ومكتوب تحتها باللغتين العربية والعبرية عبارة تهديدية تقول:
"سيلتقي قريبًا بأصدقائه: السنوار، الضيف، وهنية".
2. أسامة حمدان.. رأس حماس في الخارج ومهندس التفاوض
الهدف الثاني، بحسب الصحيفة، هو أسامة حمدان، القيادي البارز في الحركة والمكلف حاليًا بإدارة ملف التفاوض غير المباشر مع إسرائيل. حمدان الذي شغل منصب ممثل حماس في لبنان لسنوات طويلة، يقيم حاليًا في قطر، ويُعتبر من أبرز الوجوه السياسية للحركة في الخارج.
وتعتبر تل أبيب أن حمدان أحد "العقول السياسية المدبرة" لخطاب حماس الدولي، والمسؤول عن صياغة المواقف التفاوضية، ما يجعله هدفًا عالي القيمة.
3. سامي أبو زهري.. متحدث حماس الذي "ينام على الحرير"
في المرتبة الثالثة من القائمة، برز اسم سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، والذي يظهر باستمرار على القنوات الإعلامية العربية والغربية، لتقديم الرواية السياسية والعسكرية للحركة.
وفي سياق الحرب النفسية، وجه الجيش الإسرائيلي رسالة مباشرة إليه ولقيادات حماس عبر منشورات ميدانية، تقول:
"أين أنتم يا قيادة حماس؟ نائمون؟ أين أنت يا سامي أبو زهري؟ تنام على الحرير وتقول إن ما دُمّر في غزة يمكن تعويضه؟"
وهو ما يعكس تركيز الاستخبارات الإسرائيلية على دوره الدعائي.
4. خليل الحية.. صوت حماس الصلب في الداخل والخارج
أما الاسم الرابع في القائمة فهو خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، وأحد أبرز وجوه الحركة في المفاوضات والبيانات السياسية. الحية كان له ظهور بارز منذ بداية الحرب الأخيرة، وارتبط اسمه بملفات مهمة كإدارة الاتصالات مع الفصائل، والتنسيق مع الوسطاء الدوليين.
وجاء في منشورات الجيش العبري أيضًا:
"أين أنتم يا خليل الحية؟ القادة يعيشون براحة بال حقًا."
استخبارات إسرائيلية تخترق الصفوف القيادية في حماس
يرى مراقبون أن هذه القائمة تمثل رسالة إسرائيلية مزدوجة: الأولى لحماس مفادها أن قيادتها ليست بمنأى عن يد الموساد والشاباك، والثانية لسكان غزة لإثارة حالة من السخط الشعبي ضد قادة المقاومة، من خلال الإيحاء بأنهم يعيشون في أمان، بينما يدفع المدنيون ثمن الحرب.
كما أن نشر صور وأسماء هذه القيادات في منشورات ميدانية تحمل توقيع جيش الدفاع الإسرائيلي، يشير إلى مستوى غير مسبوق من "الاختراق النفسي والإعلامي" داخل الحرب المستمرة منذ أشهر.
أكبر عملية اغتيال نفذتها إسرائيل في الحرب الجارية
يأتي إعلان قوائم الاغتيالات الجديدة بعد أيام من أكبر عملية اغتيال نفذتها إسرائيل في الحرب الجارية، والتي استهدفت أبرز قياديي كتائب القسام في الجنوب. وفي وقت تتصاعد فيه وتيرة القصف، يبدو أن "حرب الرؤوس" بين إسرائيل وحماس دخلت مرحلة جديدة أكثر دموية، خاصة مع دخول الأسماء الثقيلة من قادة الصف الأول دائرة الخطر المباشر.
يبقى السؤال المطروح: هل تنجح إسرائيل في تصفية هؤلاء القادة الأربعة، أم أن حماس ستردّ بأساليبها الخاصة على هذا التصعيد النوعي من جانب أسرائيل ؟