الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

قصر ثقافة أم مغارة علي بابا؟!

وزير الثقافة يُفاجأ بحفر أثري سري داخل منشأة ثقافية في الأقصر.. والنتيجة: إحالات جماعية للتحقيق!

وزير الثقافة ومرافقيه اما حفرة التنقيب
-

في واقعة أقرب إلى مشهد من فيلم كوميدي ساخر، اكتشف وزير الثقافة المصري خلال زيارة تفقدية إلى قصر ثقافة الأقصر ما لا يمكن لعقلك أن يتخيله… حفرة! نعم حفرة عميقة محفورة بعناية داخل غرفة تابعة للقصر، يُشتبه أنها للتنقيب عن الآثار!

نعم، لم تكن هذه غرفة للمطالعة، ولا قاعة عروض، ولا حتى مخزن كتب مهمل… بل كانت أشبه بما يمكن وصفه بـ"منجم فرعوني سري تحت إشراف وزارة الثقافة نفسها"، وكأننا أمام نسخة حديثة من "علي بابا"، ولكن هذه المرة بموازنة حكومية ومكتب صيانة رسمي!

من الثقافة إلى الحفر.. انقلاب في الوظيفة!

من المفترض أن يكون قصر الثقافة صرحًا لتنوير العقول، ورفع الوعي، وإحياء الفنون والتراث... لكن يبدو أن بعض العقول قررت أن تُحيي التراث بطريقة حرفية جدًا عبر الحفر بأنفسهم في باطن الأرض! فبدلًا من إقامة معرض عن الحضارة الفرعونية، قرروا أن يبحثوا عنها بأنفسهم بـ"فأس وشاكوش"!

التحقيق قادم.. والمسرحية انتهت!

الوزير – الذي لم يصدق ما رأته عيناه – اتخذ قرارًا فوريًا بإحالة مجموعة من المسؤولين للتحقيق، شملت رئيس الإقليم الأسبق والحالي، ومديري القصور، وموظفي الصيانة، والأمن، وربما أيضًا الجنّي الذي حفر الحفرة في الليل دون تصريح هندسي!

التناقض الحضاري في أبهى صوره:

الحدث باختصار يُجسد قمة السريالية الإدارية: منشأة حكومية ثقافية مخصصة للتنوير، تُستخدم - خلف الأبواب - للتنقيب عن الآثار!
نحن لا نتحدث عن عصابة في الصحراء، بل عن موظفين حكوميين داخل مبنى يحمل لافتة "قصر ثقافة". فهل نعيد تعريف مفهوم "الثقافة" لتشمل الأنشطة تحت الأرض؟

فتح تحقيق موسع في الواقعة

وزارة الثقافة قررت مواجهة هذه الفضيحة بـ"الحسم الكامل"، وفتح تحقيق موسع قد يكشف لنا هل كان الأمر محاولة فردية أم مشروع تنقيب رسمي بـ"مباركة صامتة"؟

في كل الأحوال، يبدو أن الشعار القادم لبعض القصور الثقافية سيكون:
"هنا نحفر الماضي... ليس بحثًا عن الجذور، بل عن التماثيل!"

حادثة قصر ثقافة الأقصر تمثل جرس إنذار قوي يؤكد الحاجة إلى إعادة النظر في أسلوب الرقابة على المنشآت الثقافية في المحافظات، خاصة في المناطق ذات القيمة الأثرية الكبيرة. ومع فتح التحقيقات الموسعة، يبقى الشارع المصري في انتظار كشف الحقيقة الكاملة: من الذي تجرأ على تحويل بيت الثقافة إلى بوابة سرية لإرتكاب جريمة البحث عن الآثار؟