عملية عسكرية غير مسبوقة
صاروخ فرط صوتي يهز إسرائيل.. الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن جوريو (فيديو)

أعلنت القوات المسلحة اليمنية التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) مساء الخميس عن تنفيذ عملية صاروخية باليستية "فرط صوتية" استهدفت مطار بن جوريون الدولي في قلب إسرائيل، لتفتح بذلك فصلًا جديدًا في حرب المحاور الإقليمية المتصاعدة منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
أعلن ذلك العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة، في بيان مصور بثّ عبر وسائل الإعلام الرسمية التابعة للحوثيين، ليؤكد أن هذه الضربة جاءت "انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه في غزة"، وردًا على ما وصفه بـ"جريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها العدو الصهيوني بحق إخواننا في القطاع".
صاروخ باليستي فرط صوتي.. تحول نوعي في أدوات الردع الحوثي
وقالي العميد يحي سريع أن العملية استُخدمت فيها صواريخ باليستية فرط صوتية، وهي من أحدث وأخطر أنواع الأسلحة، تمتاز بسرعتها الهائلة التي تتجاوز خمسة أضعاف سرعة الصوت، وقدرتها العالية على المناورة، ما يجعل اعتراضها شبه مستحيل حتى على أقوى أنظمة الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية" و"أرو".
وأشار المتحدث العسكري الي أن الضربة حققت هدفها بنجاح، وأدت إلى حالة هلع عامة في مطار بن جوريون، حيث أجبرت ملايين الإسرائيليين على التوجه إلى الملاجئ، وتم تعليق حركة الملاحة الجوية مؤقتًا وسط استنفار أمني وعسكري واسع في منطقة تل أبيب ويافا المحتلة.
فيديو التهديد ورسائل ميدانية مزدوجة
وقد تداول أنصار الجماعة مقطع فيديو يوثق البيان ويظهر فيه العميد سريع بلغة تهديد واضحة، مؤكدًا أن "العملية ليست الأخيرة"، وأن "المطارات والمنشآت الحيوية في الكيان الصهيوني ستكون أهدافًا مشروعة طالما استمرت الحرب على غزة".
واعتبر محللون عسكريون أن هذا التطور يمثل نقلة خطيرة في قواعد الاشتباك بين الحوثيين وإسرائيل، حيث تنتقل الجماعة من الدعم الإعلامي والرمزي إلى تنفيذ عمليات عسكرية مباشرة طويلة المدى، تستهدف العمق الإسرائيلي.
إسرائيل تلتزم الصمت رسميًا.. وقلق دولي متصاعد
حتى لحظة إعداد التقرير، لم تصدر الحكومة الإسرائيلية بيانًا رسميًا ينفي أو يؤكد العملية، في حين تداولت وسائل إعلام عبرية خبرًا عاجلًا عن "تعليق حركة الملاحة في مطار بن غوريون لدواعٍ أمنية"، دون تقديم توضيحات إضافية، وهو ما اعتبره مراقبون دليلًا ضمنيًا على صحة الاستهداف.
العملية تضع تل أبيب أمام معضلة جديدة، فالهجمات الصاروخية لم تعد محصورة في جنوب لبنان أو قطاع غزة، بل امتدت لتصل من مسافة تتجاوز 2000 كيلومتر، ما يطرح تساؤلات عن قدرة إسرائيل على تحصين جبهتها الداخلية في ظل اتساع رقعة الاشتباك.
هل تتجه المنطقة نحو تصعيد إقليمي شامل؟
تأتي هذه العملية بعد أسابيع من تهديدات متكررة أطلقها زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، أكد فيها استعداد جماعته للانخراط في معركة مفتوحة ضد إسرائيل دعمًا لغزة، في إطار ما وصفه بـ"محور المقاومة" الممتد من اليمن إلى لبنان وسوريا والعراق وإيران.
ويرى مراقبون أن استخدام صواريخ باليستية فرط صوتية يعد أول استخدام معلن من نوعه من قبل جهة غير دولية في المنطقة، ما قد يُحدث تحوّلًا كبيرًا في موازين الردع، ويستدعي ردًا محتملاً من إسرائيل أو حلفائها الإقليميين والدوليين.
فهل نشهد بداية مرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية المباشرة مع إسرائيل؟
وهل تصبح المطارات والمنشآت الحيوية في الداخل الإسرائيلي هدفًا منتظمًا لصواريخ بعيدة المدى؟
وما مدى جدية التهديد الحوثي في المرحلة القادمة؟
أسئلة كثيرة تفرض نفسها، والردّ قد لا يطول.. فـ السماء في الشرق الأوسط باتت أكثر توترًا من أي وقت مضى بفعل ممارسات أسرائيل التي تشعل المنطقة