الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

بينهم ناجون من الهولوكوست

300 شخصية عامة في بريطانيا تطالب ستارمر بإنهاء ”تواطؤ” المملكة المتحدة في حرب غزة

معاناة أطفال غزة
-

طالبت أكثر من 300 شخصية عامة في بريطانيا، من بينهم إعلاميون وفنانون وأطباء وأكاديميون وناجون من الهولوكوست، رئيس الوزراء كير ستارمر باتخاذ موقف حازم لإنهاء ما وصفوه بـ"تواطؤ" المملكة المتحدة في الفظائع الجارية في قطاع غزة.

جاء ذلك في رسالة مفتوحة نظّمتها منظمة اللاجئين الخيرية Choose Love، دعت فيها الحكومة البريطانية إلى اتخاذ ثلاثة مطالب رئيسية:

  1. تعليق فوري لجميع مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل.

  2. السماح العاجل بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

  3. العمل الدبلوماسي الجاد لفرض وقف إطلاق نار شامل وفوري.

"تواطؤ بصمت بريطاني"

وحملت الرسالة نبرة حادة، محذرة رئيس الوزراء من أن التاريخ لن يغفر التواطؤ في جرائم الحرب، وجاء فيها:

"لا يمكنك أن تصف ما يحدث بأنه لا يُحتمل، ثم لا تقوم بأي شيء... العالم يراقب، وأطفال غزة لا يمكنهم الانتظار دقيقة إضافية".

وأشارت الرسالة إلى أن المواد الغذائية والأدوية تقف على بعد دقائق فقط من الأطفال الجوعى، إلا أن الحصار الإسرائيلي المستمر منع دخول الإمدادات لأكثر من 11 أسبوعاً، مما أدى إلى تفشي سوء التغذية الحاد، لا سيما بين الأطفال دون سن الرابعة، حيث يعاني 71 ألف طفل من الجوع الشديد.

قطع غيار "من مصانع المملكة المتحدة"

اتهمت الرسالة الحكومة البريطانية بأنها تسهم فعلياً في معاناة غزة من خلال استمرارها في منح تراخيص تصدير الأسلحة وقطع الغيار إلى إسرائيل، رغم تعليق 30 ترخيصًا فقط من أصل 350 في سبتمبر 2024، وهو ما اعتبره الموقعون خطوة رمزية غير كافية.

وجاء فيها:

"كل قنبلة تنفجر فوق غزة، تحمل جزءاً من صمتكم، وجزءاً من معداتكم... أطفال غزة يستفيقون كل صباح على دوي القنابل".

ستارمر تحت مجهر الضمير العالمي

كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قد أعلن الأسبوع الماضي أمام البرلمان أن "المعاناة في غزة بلغت مستوى لا يُحتمل"، منتقدًا إسرائيل بسبب سماحها بإدخال كميات غير كافية من المساعدات الإنسانية، كما انضم إلى قادة فرنسا وكندا في تحذير إسرائيل من "اتخاذ إجراءات ملموسة" إذا واصلت توسيع عملياتها العسكرية.

لكن الرسالة الأخيرة حمّلت ستارمر مسؤولية مباشرة عن أي تقاعس في وقف التواطؤ البريطاني، مطالبة إياه باتخاذ موقف تاريخي شجاع، قائلة:

"ما الذي ستختاره؟ التواطؤ في جرائم الحرب، أم امتلاك الشجاعة لاتخاذ موقف؟"

تصاعد الضغوط القانونية والسياسية

تأتي هذه الرسالة بعد أيام قليلة من توقيع 828 خبيرًا قانونيًا من المملكة المتحدة، بينهم قضاة سابقون في المحكمة العليا البريطانية، على رسالة مماثلة تحذر من أن ما يحدث في غزة "قد يرتقي إلى إبادة جماعية"، داعين الحكومة لاتخاذ موقف قانوني وأخلاقي.

هل تفكك بريطانيا روابطها مع تل أبيب؟

في ظل هذا الزخم الشعبي والحقوقي المتصاعد، باتت حكومة كير ستارمر أمام اختبار حقيقي يتعلق بمصداقيتها، وعما إذا كانت ستستمر في نهج الدعم التقليدي لإسرائيل، أم ستنحاز لصوت الضمير العالمي والعدالة الإنسانية في غزة.