الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

لقاءات مباشرة بين تل أبيب ودمشق

مستشفى ميداني متحركة إسرائيلي على الأراضي السورية

المستشفي الأسرائيلي علي الاراضي السورية
-

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء 28 مايو 2025، عن إقامة مستشفى ميداني متحرك في قرية حضر جنوب غرب سوريا، على مقربة من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المحتلة، بزعم تقديم دعم طبي وإنساني لسكان المنطقة، تحديدًا من أبناء الطائفة الدرزية.

تفاصيل المبادرة الإسرائيلية

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، نشر بيانًا رسميًا قال فيه:

"في الأسابيع الأخيرة، تقوم قوات الفرقة 210 بتشغيل منشأة طبية ميدانية متنقلة لتصنيف المصابين وتقديم العلاج الطبي في قرية حضر جنوب سوريا".

وأضاف أن المنشأة تهدف إلى "تقديم دعم طبي لسكان المنطقة من أبناء الطائفة الدرزية"، مشيرًا إلى أن أكثر من 500 مدني سوري تلقوا العلاج حتى الآن داخل المستشفى الميداني.

أهداف أمنية مموهة بـ"الطب"

ورغم الطابع الإنساني المعلن للمبادرة، لم تُخفِ التصريحات الإسرائيلية الهدف الأمني الاستراتيجي من ورائها، حيث قال أدرعي إن قوات جيش الدفاع "تواصل نشاطها داخل سوريا بهدف حماية أمن سكان الجولان وإنشاء منطقة تأمين دفاعية متقدمة إلى جانب دعم السكان المحليين".

العبارات الأخيرة أثارت مخاوف واتهامات باستغلال العمل الإنساني كغطاء لتثبيت نقاط نفوذ ميداني إسرائيلي داخل الأراضي السورية، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بشأن السيادة السورية.

لقاءات إسرائيلية سورية مباشرة.. ما الحقيقة؟

في سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن مصادرها معلومات مفاجئة تفيد بأن إسرائيل وسوريا عقدتا اجتماعات مباشرة خلال الأسابيع الأخيرة، بهدف خفض التصعيد العسكري في المنطقة الحدودية، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

وذكرت المصادر أن هذه الاجتماعات تأتي بعد محادثات سرية عبر وسطاء، وتشمل ترتيبات ميدانية وتنسيق لوجستي لتجنب الاحتكاك المباشر بين القوات الإسرائيلية والمجموعات المسلحة في الجنوب السوري، ما يعزز التكهنات بوجود صفقات خلف الكواليس تتجاوز الإطار الإنساني المعلن.

قرية حضر.. من رمز للممانعة إلى مسرح للتنسيق؟

تُعد قرية حضر ذات الأغلبية الدرزية نقطة استراتيجية تقع على خط التماس بين الجيش السوري والقوات الإسرائيلية في الجولان، وشهدت في السنوات الماضية اشتباكات ومعارك مع فصائل مسلحة، وسط تضارب مصالح إقليمية.

وتحوّلت حضر اليوم إلى منطقة اختبار للتقارب الميداني الإسرائيلي-السوري، خاصة مع استغلال إسرائيل لعامل الطائفة الدرزية لتبرير وجودها، وسط صمت رسمي سوري على المشهد المتصاعد، ما يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة حول مستقبل السيادة السورية في الجنوب.

ردود فعل دولية ومحلية غائبة حتى الآن

حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تصدر أي تعليقات رسمية من الحكومة السورية المؤقتة أو الفصائل المعارضة، بينما غابت أيضًا ردود الفعل من الدول الفاعلة في الملف السوري، في مقدمتها روسيا وإيران، رغم حساسية التدخل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية بهذة الطريقة العلنية.

المستشفي الأسرئيلي مشهد إقليمي جديد يتشكل على أنقاض الحرب السورية

إقامة مستشفى ميداني إسرائيلي داخل جنوب سوريا لم تعد مجرد مبادرة إنسانية، بل باتت جزءًا من مشهد إقليمي جديد يتشكل على أنقاض الحرب السورية، حيث تتداخل فيه الأدوار الإنسانية مع الحسابات الأمنية والسياسية.
وفي ظل الحديث عن لقاءات مباشرة بين تل أبيب ودمشق، يبدو أن الجنوب السوري على موعد مع مرحلة إعادة تموضع قوى، عنوانها: "العلاج في حضر.. والصفقات في الكواليس".