الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

أسرار قرار ترامب المفاجيء برفع العقوبات عن سوريا دون تنسيق مع إدارته- تفاصيل وتحليل

ترامب والشرع في السغودية
-

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق و خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء 14 مايو 2025، رفع كافة العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وهو قرار لم يفاجئ فقط الحلفاء الإقليميين او متابعي السياسة الخارجية الأمريكية ، بل كان مفاجيء أيضًا لكبار المسؤولين داخل إدارته نفسها، خاصة في وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكية .

القرار تم بدون تمهيد.. وتسبب في إرباك داخل المؤسسات الأمريكية

ونقلت وكالة "رويترز"، عن أربعة مسؤولين أمريكيين مطلعين، فإن القرار الرئاسي جاء دون أي تحضير مسبق أو توجيه رسمي من البيت الأبيض إلى مسؤولي العقوبات المعنيين، الذين فوجئوا تمامًا بإعلان ترامب.

وذكر مسؤول أمريكي كبير أن البيت الأبيض لم يصدر أي مذكرة أو تعليمات رسمية لوزارتي الخارجية أو الخزانة، بشأن رفع العقوبات أو حتى التمهيد للإعلان، ما جعل العديد من المسؤولين في حالة من الارتباك بشأن آليات التنفيذ، وما إذا كان سيتم تخفيف العقوبات كليًا أو جزئيًا، ومتى وكيف سيتم تنفيذ هذا القرار المفاجيء.

لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بترامب في السعودية

تجدر الأشارة الي أن هذا الإعلان الدراماتيكي جاء عقب لقاء جمع بين الرئيس ترامب والرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في الرياض يوم الأربعاء، في زيارة وُصفت بأنها بداية صفحة جديدة في العلاقات بين واشنطن ودمشق، بعد سنوات من التوتر والحصار السياسي والاقتصادي استمر لسنوات عديدة .

المعروف أن أن أحمد الشرع تولى رئاسة سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد أواخر عام 2024، في تحول جذري للمشهد السياسي السوري، مما دفع العديد من الدول إلى إعادة النظر في موقفها من دمشق ومنها الولايلت المتحدة الأمريكية مؤخرا.

مخاوف أمريكية من علاقات الشرع السابقة

وتثار داخل الأدارة الأمريكية العديد من المخاوف والشكوك بشان تاريخ الرئيس السوري أحمد الشرع برغم أن الهيئة التي كان يترأسها الشرع فكت ارتباطها بتنظيم القاعدة في عام 2016، إلا أن بعض مسؤولي الأمن القومي والبيت الأبيض، إضافة إلى عدد من أعضاء الكونجرس، كانوا يتحفظون على تخفيف العقوبات عن سوريا، في ظل الشكوك القديمة بشأن علاقات الرئيس السوري احمد الشرع بالتنضيمات السابقة.

ومع ذلك، فإن القرار المفاجئ من ترامب قلب جميع الحسابات رأسًا على عقب، خاصة أن مؤسسات الحكومة كانت قد أعدت بالفعل مذكرات ودراسات تفصيلية حول السيناريوهات المحتملة لرفع العقوبات، لكن دون أي إشارة رسمية إلى قرب اتخاذ هذا القرار من جانب الرئيس بشكل مفاجيء.

دورسعودي وتركي في الدفع نحو قرار رفع العقوبات

وكشف مسؤول في البيت الأبيض لرويترز أن تركيا والمملكة العربية السعودية طالبتا ترامب برفع العقوبات ولقاء الشرع، وهو ما استجاب له الرئيس الأمريكي باعتباره خطوة تمنح سوريا "فرصة جديدة لمستقبل أفضل"، على حد تعبيره خلال الإعلان.

ارتباك في التنفيذ وتعليق غائب من الوزارات المعنية

حتى وقت كتابة هذا التقرير، لم تصدر وزارتا الخارجية والخزانة الأمريكيتان أي تعليق رسمي بشأن كيفية تنفيذ القرار، وهو ما يعكس حجم المفاجأة داخل الأروقة الرسمية، وغياب التنسيق المسبق بين البيت الأبيض والجهات التنفيذية.

هل تبدأ واشنطن علاقة جديدة مع دمشق؟

ويري المرافبون أن قرار ترامب بإلغاء العقوبات وهو مايعتبر تحولًا استراتيجيًا في السياسة الأمريكية تجاه الجمهورية السورية بعد مرور أكثر من 13 عامًا من الحرب والعقوبات متعددة المستويات. لكن يبقى السؤال الأبرز: هل سيترجم هذا القرار إلى تطبيع شامل للعلاقات أم سيظل خطوة فردية ضمن نمط القرارات المفاجئة التي باتت تميز نهج ترامب السياسي ؟

المراقبون يرون ايظا أن تداعيات القرار المفاجيء لترامب ستتجاوز حدود السياسة الداخلية الأمريكية وقد تفتح أبوابًا واسعة أمام تحالفات جديدة، و قد تعيد رسم ملامح العلاقة بين واشنطن ودول الشرق الأوسط، خاصة في ظل التغييرات الجذرية التي شهدتها سوريا مؤخرًا.