الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

برج ترامب في دمشق.. محاولة من سوريا لفك العزلة بلقاء الرئيس الأمريكي

برج ترامب في دمشق
-

في تحرّك وُصف بأنه محاولة "شبه مستحيلة" لكسر الجمود السياسي وفتح نافذة دبلوماسية مع واشنطن، كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن الرئيس السوري أحمد الشرع يدرس خطوات غير تقليدية تهدف إلى اللقاء بالرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، خلال زيارته المرتقبة إلى منطقة الخليج.

في قلب هذه المحاولة اللافتة، يبرز مشروع مثير للجدل: بناء "برج ترامب" في العاصمة السورية دمشق، كجزء من خطة استراتيجية لجذب اهتمام ترامب وإغرائه بالاستثمار وإعادة النظر في العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.

برج ترامب.. رمز سياسي قبل أن يكون استثمارًا

وفقًا لما كشفه الناشط الأمريكي المقرب من ترامب، جوناثان بيس، فإن الشرع أخبره صراحة خلال لقاء جمعهما في دمشق نهاية أبريل الماضي، بأنه يرغب في بناء برج يحمل اسم ترامب في وسط العاصمة، في محاولة رمزية لـ"فتح باب للسلام" وجذب الولايات المتحدة نحو تسوية جديدة.

بيس، الذي لعب أدوارًا غير رسمية سابقة في قنوات دبلوماسية موازية، أضاف:

"الشرع يريد صفقة كبيرة، تشمل الطاقة، والتعاون ضد إيران، والانفتاح على إسرائيل... وهو يرى أن ترامب هو الوحيد القادر على كسر الحصار الدولي المفروض عليه".

تهدئة مع إسرائيل وامتيازات أمريكية في الطاقة

الخطة السورية تتجاوز حدود البناء الرمزي؛ حيث تشمل وفق التسريبات:

  • مبادرة تهدئة مع إسرائيل عبر وسطاء خليجيين

  • فتح قطاع الطاقة السوري أمام الشركات الأمريكية

  • السماح بوصول غير مسبوق للنفط والغاز السوري

  • وطرح صيغة تفاهم أمني إقليمي تتماشى مع مصالح واشنطن وتل أبيب

لكن المثير للجدل هو أن الشرع، وفقًا للمصادر، لا يزال مُدرجًا على قائمة الإرهاب الأمريكية بسبب علاقات سابقة له بتنظيم القاعدة، ما يجعل فكرة لقائه بترامب مسألة شديدة الحساسية على الصعيدين السياسي والقانوني.

لقاء مرتقب... أم رهانات خاسرة؟

رغم أن فكرة لقاء الشرع بترامب في السعودية ما تزال "غير مؤكدة"، وفق مصدر مقرب من الرئيس السوري، إلا أن الجهود لا تزال قائمة لعقد هذا اللقاء عبر وساطات قطرية وسعودية، مستفيدين من انفتاح ترامب المعروف على كسر أعراف السياسة الخارجية الأمريكية، كما حدث في لقاءه مع كيم جونغ أون عام 2019.

لكن مصادر أمريكية حذرت من التداعيات السياسية لأي لقاء محتمل، خصوصًا أن سوريا لا تزال خاضعة لعقوبات شديدة بموجب "قانون قيصر"، وأن أي تفاعل رسمي مع الشرع قد يخلق أزمة داخلية في واشنطن، خاصة في ظل الانتخابات الرئاسية المرتقبة.

ترامب والشرع.. تشابه شخصي!

المفارقة الغريبة التي أشار إليها جوناثان بيس هي أن الشرع يرى رابطًا شخصيًا بينه وبين ترامب، قائلاً إن كليهما نجا من محاولات اغتيال، ويعتبران نفسيهما "رجال صفقات"، لا يمانعان في قلب الطاولة من أجل إنقاذ بلديهما.

هل تنجح دمشق في فك العزلة؟

مع مرور 14 عامًا على الحرب السورية، ومحاولات متكررة للتطبيع مع دول عربية، تبدو خطوة التواصل مع ترامب محاولة أخيرة لكسر الجمود الأميركي تجاه دمشق. لكن يبقى السؤال:
هل يمكن لبناء برج يحمل اسم "ترامب" أن يُعيد سوريا إلى النظام المالي العالمي؟
أم أن الأمر مجرد مراهنة على شخصية غير تقليدية في زمن استثنائي؟