الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

هل تكوم هناك صفقة أكبر

زلزال سياسي في إسرائيل.. إطلاق رهينة بوساطة أمريكية مباشرة مع ”حماس” دون علم نتنياهو

عيدان ألكسندر
-

في تطور وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"الزلزال السياسي"، أعلنت حركة حماس مساء الأحد 11 مايو 2025 موافقتها على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، وذلك بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة مباشرة، في خطوة غير مسبوقة تجاوزت فيها الإدارة الأمريكية الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.

وساطة أمريكية مباشرة... ونتنياهو في موقف محرج

الاتفاق جاء بوساطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي أجرى محادثات غير معلنة مع قيادة حركة حماس خلال الأيام الماضية، ونجح في التوصل إلى تفاهم بشأن الإفراج عن الجندي الأمريكي المحتجز في غزة، في مقابل تسهيلات إنسانية وإشارات مبدئية نحو وقف إطلاق النار.

وذكرت القناة 12 العبرية أن ويتكوف أبلغ عائلة ألكسندر مسبقًا بتفاصيل الإعلان المتوقع من حركة حماس، وأنه من المقرر أن يصل إلى إسرائيل يوم الإثنين لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق إطلاق سراح الجندي.

وتوقعت القناة أن يتم تنفيذ العملية خلال الـ48 ساعة المقبلة، دون كشف تفاصيل عن ما ستحصل عليه حماس مقابل إطلاق سراح الرهينة.

بيان حماس: مستعدون للتفاوض ووقف الحرب

وفي بيان رسمي، أكدت حركة حماس أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الوسطاء لوقف إطلاق النار، وأنها أبدت إيجابية عالية في التواصل مع الإدارة الأمريكية، مضيفة أنها مستعدة لبدء مفاوضات مكثفة تهدف إلى اتفاق شامل يتضمن:

  • وقف دائم لإطلاق النار

  • تبادل شامل للأسرى

  • إدارة قطاع غزة عبر جهة مهنية مستقلة

  • رفع الحصار وإعادة الإعمار

ذهول داخل إسرائيل وعائلات الرهائن غاضبة

الخطوة التي جاءت دون تنسيق مع حكومة نتنياهو أحدثت هزة عميقة في الداخل الإسرائيلي، حيث تساءلت إذاعة الجيش الإسرائيلي:
"هل أصبح المواطن الأمريكي داخل غزة له أولوية أكبر من الإسرائيلي فقط؟ وهل باتت واشنطن هي من تدير ملفات الرهائن؟"

وتعالت الأصوات الغاضبة بين عائلات الرهائن، خصوصًا من أقارب الجنود الآخرين المحتجزين، حيث عبرت عيناف تسينغاوكر، والدة الجندي "ماتان" الذي يُعتقد أنه محتجز في نفس النفق مع عيدان ألكسندر، عن غضبها قائلة:

"إذا خرج عيدان وبقي ماتان، فهذا قرار نتنياهو بقتل طفلي. هذه خيانة، وأنا سأقاتل حتى آخر نفس لاستعادة ابني".

واتهمت والدة ماتان رئيس الحكومة بـ"التخلي المتعمد" عن أبنائهم، قائلة:

"هذا انتقام شخصي من نتنياهو ضدنا كعائلات. سألاحقه قانونيًا وسياسيًا بسبب المعاناة التي تسبب بها لنا".

تساؤلات حول الثمن السياسي للاتفاق

وطرح مراسل القناة 12، عميت سيغال، عدة تساؤلات شائكة:

  • ما الذي حصلت عليه حماس في المقابل؟

  • هل بدأت واشنطن فعليًا بمسار مستقل عن تل أبيب في إدارة الأزمة؟

  • هل فتح هذا الاتفاق الباب أمام تمييز بين الرهائن بناءً على الجنسية؟

وفي الوقت الذي تتجنب فيه إسرائيل رسميًا التعليق المباشر، تتزايد التكهنات حول تداعيات الاتفاق على مفاوضات تبادل الأسرى الشاملة، واحتمالية أن يُمثل هذا الاتفاق بوابة لتحرك أمريكي أشمل نحو فرض تهدئة طويلة الأمد في غزة.

هل يُمهّد الاتفاق لزيارة ترامب؟

وتأتي هذه الخطوة في سياق حساس، حيث يُنتظر أن يزور الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب إسرائيل والمنطقة يوم الثلاثاء المقبل، وسط توقعات بأن يسعى لإظهار نفسه كـ"صانع اتفاقات" مرة أخرى.

ويرى محللون أن إطلاق الرهينة الأمريكي قد يكون بادرة حسن نية من حماس تجاه ترامب، تمهيدًا للانخراط في صفقة أوسع تشمل إعادة إعمار غزة مقابل وقف إطلاق النار.