ليس لهم دور هناك
إسرائيل تسحب لواء المظليين من الجبهة السورية وتدفع به إلى غزة لتوسيع الحرب البرية

في تطور ميداني لافت يعكس تصعيدًا جديدًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأحد 11 مايو 2025 عن سحب لواء المظليين من الجبهة الشمالية مع سوريا، تمهيدًا لدفعه نحو الجنوب للمشاركة ضمن الفرقة 98 في توسيع المناورة البرية داخل غزة.
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، فإن قرار نقل قوات لواء المظليين يأتي بعد نحو خمسة أشهر من النشاطات القتالية المكثفة على الجبهة السورية، لا سيما في هضبة الجولان وعلى طول الحدود بين سوريا وإسرائيل.
مهام قتالية على الجبهة السورية انتهت.. والأنظار تتجه نحو غزة
وجاء في نص البيان:
"أنهى مقاتلو لواء المظليين مهمتهم في الجبهة الشمالية، بعد سلسلة من العمليات القتالية في منطقة هضبة الجولان وداخل الأراضي السورية، ويستعدون حاليًا للمشاركة في مهام إضافية داخل قطاع غزة ضمن الفرقة 98، في إطار توسيع القتال هناك".
وأضاف الجيش أن القوات القادمة من الشمال ستلتحق بالقوات البرية العاملة حاليًا في القطاع، ضمن ما وصفه بـ"المناورة البرية العميقة"، والتي تهدف بحسب تعبيره إلى "زيادة الضغط على الفصائل الفلسطينية وإنهاء التهديدات القادمة من غزة".
عشرات المداهمات داخل الأراضي السورية
وكشف البيان أن قوات لواء المظليين، خلال فترة تمركزها في الشمال، نفذت عشرات المداهمات داخل الأراضي السورية، بالتعاون مع الطواقم القتالية للفرقة 210، حيث تمت مصادرة مئات الوسائل القتالية وتدميرها، دون أن يحدد طبيعة تلك الوسائل أو الجهات التي كانت تستحوذ عليها.
تعزيزات احتياطية على الجبهة مع سوريا
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه سيتم استبدال لواء المظليين بوحدات احتياطية في الجبهة الشمالية خلال الأيام المقبلة، للحفاظ على ما وصفه بـ"التوازن العملياتي والجاهزية في مواجهة أي تهديد من الساحة السورية".
وأنهى الجيش بيانه بالتأكيد على استمرار العمل على جميع الجبهات العسكرية، قائلًا:
"جيش الدفاع سيواصل العمل بكل الوسائل الممكنة من أجل حماية مواطني دولة إسرائيل، سواء في الجنوب أو في الشمال".
تصعيد ميداني مع اقتراب مفاوضات الأسرى
التحرك الإسرائيلي على جبهة غزة يأتي بالتزامن مع تصاعد حدة التوتر في القطاع، تزامنًا مع ما وصفته القناة 12 العبرية بأنه يومان حاسمان في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، بالتزامن مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى تل أبيب.
ويرى مراقبون أن نقل قوات النخبة مثل لواء المظليين إلى غزة قد يمثل تمهيدًا لتكثيف العمليات الميدانية، وربما محاولة لفرض مزيد من الضغط على حركة حماس والفصائل الفلسطينية بالتوازي مع المفاوضات الجارية.
لواء المظليين.. نخبة العمليات البرية
يُعتبر لواء المظليين أحد أبرز ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، ويُستخدم عادة في العمليات التي تتطلب سرعة التدخل وخبرة ميدانية عالية. وقد شارك اللواء في العديد من الحروب السابقة على غزة، وكان له دور محوري في حرب 2014.
قراءة أولية: رسالة مزدوجة
وبحسب تحليلات عسكرية إسرائيلية، فإن سحب هذا اللواء من الجبهة السورية يحمل رسالة مزدوجة: الأولى نحو حماس والفصائل في غزة بأن المرحلة المقبلة ستكون أكثر شراسة، والثانية موجهة إلى النظام السوري وحلفائه، مفادها أن إسرائيل ما زالت قادرة على المناورة بين جبهتين دون أن تفقد زمام المبادرة.