الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

نداء ال الأنسانية

”السلام عليكم جميعًا”.. البابا ليو الرابع عشر يبدأ عهده بنداء للسلام والحوار

 بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر
-

أطلّ بابا الفاتيكان الجديد، ليو الرابع عشر، من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، موجّهًا كلمته الأولى إلى العالم بعبارة غير مألوفة في التقاليد الكنسية:

"السلام عليكم جميعًا"،
في نداء رمزي يجسّد رؤية شاملة للسلام والحوار بين الشعوب والأديان.

وجاءت الكلمة عقب الإعلان الرسمي عن انتخاب روبرت بريفوست، الكاردينال الأمريكي من مدينة شيكاغو، بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، خلفًا للبابا الراحل فرنسيس، ليصبح أول أمريكي على الإطلاق يتولى الكرسي الرسولي، والبابا رقم 267 في تاريخ الكنيسة.

دعوة للسلام وبناء الجسور

وفي كلمته المؤثرة، قال البابا ليو الرابع عشر:

"ندائي اليوم إلى البشرية جمعاء: دعونا نبني الجسور لا الجدران، بأيدٍ مفتوحة وقلوب متواضعة. الكنيسة لن تغلق أبوابها أمام أحد".
وأكد أن مهمته ستكون متمحورة حول تعزيز قيم السلام، والعدالة، والرحمة، مشيرًا إلى ضرورة دعم المهمّشين والمحرومين حول العالم.

من هو البابا ليو الرابع عشر؟

البابا ليو الرابع عشر، واسمه الحقيقي روبرت فرانسيس بريفوست، وُلد في 14 سبتمبر 1955 في شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية، وينتمي إلى رهبنة القديس أوغسطينوس، ليكون بذلك أول بابا من هذه الرهبنة في التاريخ.

ينحدر من عائلة متعددة الثقافات؛ فوالده من أصول فرنسية-إيطالية، ووالدته من أصول إسبانية، ما يجعله جسرًا ثقافيًا بحد ذاته بين الشعوب واللغات.

مسيرة لاهوتية حافلة تبدأ من بيرو

قبل صعوده إلى سدة البابوية، أمضى البابا الجديد سنوات طويلة في بيرو، حيث عمل كمبشر وقائد رعوي في المناطق الفقيرة، واكتسب خلالها خبرة عميقة بالتعامل مع المجتمعات المهمشة.

كما شغل منصب رئيس عام لرهبنة الأوغسطينيين لفترتين، ودرس اللاهوت والقانون الكنسي في كل من شيكاغو وروما، مما جعله أحد الشخصيات المؤثرة في الدوائر الفاتيكانية.

لحظة مفصلية للكنيسة الكاثوليكية

يأتي انتخاب البابا ليو الرابع عشر في وقت يواجه فيه العالم الكاثوليكي تحولات كبرى وتحديات معقدة، تشمل:

  • تنامي الانقسامات العقائدية داخل الكنيسة.

  • قضايا الشفافية والمساءلة.

  • تصاعد النزاعات الدولية وغياب العدالة الاجتماعية.

ويُنظر إلى ليو الرابع عشر على أنه خليفة طبيعي لنهج البابا فرنسيس الإصلاحي، مع لمسة شخصية أكثر ارتباطًا بالعالم الناطق بالإنجليزية وبالبيئات الشعبية.

بداية عهد جديد يحمل بصمة أمريكية وإنسانية

مع كلماته الأولى "السلام عليكم جميعًا"، يرسم البابا ليو الرابع عشر ملامح عهد جديد للكنيسة الكاثوليكية، يُنتظر منه أن يكون أكثر انفتاحًا على العالم، وأكثر التزامًا بالقضايا العالمية من فقر، وحروب، وأزمات إنسانية.

إنها لحظة تعكس قوة الرمزية الدينية والثقافية، وتفتح الباب أمام كنيسة أكثر شمولًا وتنوعًا.