الصباح اليوم
بوابة الصباح اليوم

الأخبار

هجمات بطائرات تضرب بورتسودان وتدمر أكبر مستودع وقود في السودان.. المساعدات الإنسانية في خطر

محاولات اطفاء خزانات وقود بالسودان
-

شهدت مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر هجمات مكثفة بطائرات مسيّرة منذ يوم الأحد، أسفرت عن حرائق ضخمة وانفجارات هزّت المدينة، وتسببت في تدمير أكبر مستودع للوقود في البلاد، وانقطاع الكهرباء، وتهديد خطير لإمدادات المساعدات الإنسانية الدولية.

وبحسب وكالة "رويترز"، فإن شهود عيان في بورتسودان أفادوا بسماع دوي انفجارات متتالية في مناطق متعددة، وظهور أعمدة كثيفة من الدخان الأسود من محيط الميناء البحري الرئيسي في السودان. وتداولت وسائل الإعلام مقاطع فيديو توثق اللحظات الأولى للانفجارات، التي أحدثت حالة من الذعر بين السكان المحليين والنازحين.

استهداف ممنهج للبنية التحتية

وأعلنت شركة كهرباء السودان أن إحدى المحطات الفرعية في المدينة تعرّضت لقصف مباشر، ما أدى إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة الساحلية، التي تعتبر المقر المؤقت للحكومة السودانية. وأشارت الشركة في بيان رسمي إلى أن هذا الاستهداف يأتي ضمن هجمات ممنهجة ومتكررة لمحطات الطاقة، مما ينعكس سلبًا على الخدمات الحيوية مثل المياه والرعاية الصحية.

وأضاف البيان:

"هذه الهجمات المتكررة على البنية التحتية الحيوية تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين وعمليات الإغاثة الإنسانية".

بورتسودان.. الملاذ الآمن يتحول إلى جبهة قتال

مدينة بورتسودان التي كانت تُعدّ من المناطق الأكثر هدوءًا منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، أصبحت اليوم جبهة مفتوحة بعد تصاعد وتيرة الهجمات بالطائرات المسيّرة.

وكانت المدينة قد تحوّلت إلى مركز رئيسي للسلطة الحكومية والبعثات الدبلوماسية ووكالات الأمم المتحدة، عقب انهيار الأوضاع الأمنية في العاصمة الخرطوم. ولجأ إليها مئات الآلاف من النازحين، مما جعلها الشريان الحيوي الوحيد الذي تتدفق عبره المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء السودان.

انهيار مستودعات الوقود.. كارثة مرتقبة

وتمتلك بورتسودان أكبر شبكة لتخزين واستيراد الوقود في البلاد، ويُعتمد عليها في تزويد السودان بالكهرباء وغاز الطهي ووقود النقل والمساعدات الإنسانية. لكن بعد استهداف المستودعات الرئيسية واحتراقها بالكامل، يحذر المراقبون من أزمة وقود خانقة تهدد بوقف خدمات أساسية، وتعرقل بشكل خطير عمليات نقل الإغاثة عبر البر.

وقال مصدر إنساني لوكالات الأنباء:

"توقف تدفق الوقود إلى المنظمات الإغاثية سيؤثر مباشرة على قدرتها في إيصال الغذاء والماء والدواء إلى ملايين المحتاجين".

الجيش يتهم "الدعم السريع".. والهجمات مستمرة

ورغم عدم تبني أي جهة مسؤولية الهجمات حتى لحظة كتابة التقرير، اتهمت مصادر عسكرية سودانية قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجمات بالطائرات المسيّرة، وذلك كرد محتمل على استهداف الجيش السوداني لمطار نيالا في دارفور، الذي يُعدّ معقلاً رئيسيًا لقوات الدعم السريع.

وكان الجيش قد أعلن مؤخرًا عن تدمير طائرة مسيّرة ومستودعات أسلحة في مطار نيالا، مما قد يكون قد دفع قوات الدعم السريع لتوسيع نطاق هجماتها لتشمل مدينة بورتسودان، المعقل الأساسي للجيش والحكومة.

وأفاد شهود بأن أحد الأهداف كان فندقًا كبيرًا مجاورًا لمقر إقامة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في إشارة إلى تصعيد مباشر قد يستهدف قيادات رفيعة المستوى.

شريان السودان مهدد بالشلل

الهجمات بالطائرات المسيّرة على مدينة بورتسودان تمثل تحولًا خطيرًا في مسار الحرب الأهلية السودانية، وتهدد بتعطيل آخر ممر آمن للمساعدات الدولية، في وقت يصنف فيه السودان ضمن أكبر أزمات الجوع والنزوح في العالم.